للمرة العاشرة في تاريخه، تُوج المصارع التركي رضا قايا ألب، السبت، بذهبية بطولة أوروبا للمصارعة الرومانية لوزن 130 كليوغراما في العاصمة البولندية وارسو. واليوم يتطلع لتحقيق هدف جديد، سيجعله “أسطورة” في هذه الرياضة.
فزت بميداليات عديدة وتنقصني ذهبية أولمبية وسأركز على الإعداد لأولمبياد طوكيو
ففي مقابلة مع الأناضول، قال قايا ألب إنه سيركز خلال على الإعداد لأولمبياد طوكيو، التي تنطلق في 23 يوليو/ تموز المقبل، حيث ينقصه الفوز بميدالية ذهبية أولمبية ليصبح “أسطورة” في المصارعة الرومانية، مشددا على أنه يرغب بالبقاء على القمة لحين اعتزاله.
وأضاف بطل العالم وأوروبا وصاحب الميداليتين الفضية والبرونزية في الأولمبياد، أنه مهما أحرز من ميداليات باسم تركيا فلن يمكنه الإيفاء بحقها، وأوصي الشباب بالإصرار على تحقيق أهدافهم
في البداية ماذا تعني لك ذهبية البطولة الأوروبية العاشرة؟
نجاح جديد، لأنني أحقق الهدف الذي أضعه لنفسي سنوياً. منذ عشر سنوات، كنت أقول إنني أود الحفاظ على القمة حتى الاعتزال. والبطولة الأوروبية العاشرة تعني أنني حققت الأهداف التي حددتها لنفسي من قبل. وصلت لنهائي بطولة المصارعة الرومانية في أوروبا 11 مرة، وقليل جدًا من المصارعين يمكنهم فعل هذا.
ويسعدني كثيرًا أن أحقق كل ما كنت أفكر فيه وأنا صغير، إذ كنت أفكر في المحافظة دومًا على لياقتي وقوتي.
وفي مركز التدريب، كنت أنظر دائمًا إلى لوحة الشرف، هناك رياضيون حققوا بطولة العالم ثلاث أو أربع مرات، وبطولة أوروبا خمس أو ست مرات، وكنت أحدث نفسي قائلًا: لم لا أنجح أنا أيضًا في تحقيق ذلك، يمكنني أن أفعلها. وبعدها بدأت مشوار البطولة إلى أن أصبحت هنا.
مهما أحرزت من ميداليات باسم تركيا فلن يمكنني الإيفاء بحقها
** وكيف يمر يوم المباراة النهائية عليك؟
في اليوم السابق للمباراة أكون قد خضت ثلاث مباريات، لذلك أستيقظ متعبًا قليلاً يوم المباراة النهائية. وفي الصباح، نسجل الوزن مجددًا. استيقظت في الخامسة والنصف صباح يوم المباراة النهائية، ولا أعلم لماذا استيقظت مبكرًا: هل من التعب أم من الحماس (؟). وبعد ثلاث ساعات، ذهبت إلى الميزان، ثم تناولت فطوري.
بديهي ألا تغيب المباريات السابقة عن الأذهان. بعد لعب ثلاث مباريات تصاب العضلات بالتعب والتشنج. وبعد جلسة التدليك اللازمة، جلست أشاهد بعض الأشياء. ثم خلدت للنوم لساعتين أو ثلاث، وبعدها أخذت أتابع مباريات زملائي.
يمر الوقت سريعًا ويشغل النهائي تفكيري. أقف أمام المرآة وأحفز نفسي. بعد كل مباراة نهائية أشعر وكأن عامين قد مضيا من عمري. وهذا يعني أنني أضغط على نفسي كثيرًا. لكن هذا لا يؤثر على قوتي، فالاحتراف دائمًا يتطلب هذا. وكثيرًا ما يقل أداء رياضيين بسبب التوتر والضغط. لكن هذا لا يحدث معي، إذ يتبدل كل شيء بمجرد دخولي حلبة المصارعة. ولكن إذا كنت تقابل منافسًا صعبًا، فمن الطبيعي أن تشعر ببعض التوتر. فهناك مسؤوليات على عاتقك وأهداف تريد أن تحققها. وجمهورك لا يقبل منك سوى إحراز البطولة. وأنا أرغب دائمًا في أن أبذل قصارى جهدي من أجل بلدي.
في الحقيقة المصارعة رياضة صعبة، يراها الجميع مجرد مباراة، ولكن هناك الكثير من العمل والتحضير والجهد خلف المباريات.
أوصي الشباب بالإصرار على تحقيق أهدافهم
** وبما تهتم في نظامك الغذائي للحفاظ على أدائك؟
في معسكرات التدريب يكون نظامنا الغذائي قائمًا على اللحوم، لكن لدي نظام غذائي مختلف. فأنا أتناول الفاكهة كثيرًا بين الوجبات. أحيانًا أتناول الفطور، لكن عادة لا أتناوله. عند سفري للخارج لا أتناول الكثير من الطعام حتى موعد المباراة. وعند سفري إلى بولندا كان وزني 130 كيلو غرامًا، وعند الوزن في الصباح كنت 127 كيلو غرامًا. وبعد المباراة انخفض وزني إلى 125 كيلو غرامًا. أي أنني فقدت خمسة كيلو غرامات بسهولة هناك.
أنا لا أحبذ تناول الطعام كثيرًا في الخارج، فأنا أعلم أنني سأستخدم رئتي بشكل أفضل ومعدتي فارغة. بعض الرياضيين يفقدون جزءا من قوتهم عند شعورهم بالجوع، أما أنا فعلى العكس تمامًا. أدرك أنني يمكنني التنفس بشكل أفضل عندما تكون معدتي فارغة، وهو ما أفعله دائمًا. أكتفي بتناول الموز حتى لا ينخفض مستوى السكر في الدم.
** وما شعورك بعد مشاهدة فيديو لابنتك يُظهر فرحتها بفوزك بالذهبية؟
كان لدي اختبار للمنشطات، وعادة لا أفتح هاتفي إلا في اليوم التالي للمباراة حتى يمكنني التركيز جيدًا. في غرفة إجراء الاختبار اتصلت بشبكة الإنترنت، وتواصلت في البداية مع زوجتي زينب، وقالت لي سأرسل لك مقطع فيديو سيعجبك كثيرًا. وبالفعل كان شعورًا رائعًا لا يوصف وابنتي تعبر عن سعادتها في اللحظة التي يُعزف فيها النشيد الوطني. وقد شاهدت الفيديو 20 أو30 مرة، وأحببته كثيرًا.
** أنت رياضي تُعتبر قدوة لغيرك. فبماذا توصي الشباب الراغبين في احتراف الرياضة مثلك؟
أوصيهم بالانشغال بتحقيق أهدافهم وأن يعبروا لعائلاتهم ومعلميهم عن رغبتهم في ممارسة واحتراف الرياضة. دائما ما كنت أقول أمام أمي إنني سأصبح مصارعًا.
لم أكن أعلم بوجود مراكز تدريب للمصارعة الرومانية، وعندما عرفت ذهبت إلى هناك. ولو لم أدخل مركز تدريب المصارعة التابع للدولة لما كنت هنا اليوم. ومهما أحرزت ميداليات باسم تركيا، فلن يمكنني الإيفاء بحقها.
أنا أيضًا كنت مُصرًا على تحقيق هدفي، وأوصي الشباب بالإصرار على تحقيق أهدافهم، وسيوفقهم الله. لم يكن لدي أي إمكانيات، وكنت في القرية، لكنني أصررت على تحقيق أهدافي.
** عقب اعتزالك اللعب، هل ستعمل بالتدريب أم الإدارة في أحد الأندية؟
لا أعرف بعد. طبعًا أرغب بأن أكون إداريًا، ولكن إذا كنت سأقدم خدمات تفيد النادي والشباب وتركيا. فأنا لا أهتم بالراتب والأمور المادية.
** حققت نجاحات مهمة، فكيف ترى نفسك وموقعك في المصارعة الرومانية على مستوى العالم؟
هناك الكثير من المصارعين الذين حققوا بطولات عديدة أوروبيًا وعالميًا، وأرى أنني أحدهم. أحرزت 8 ميداليات في بطولة العالم و11 في بطولة أوروبا وميداليتين أولمبيتين. أعتقد أنه ينقصني إحراز ميدالية ذهبية أولمبية حتى يُطلق علي “أسطورة” في المصارعة.
لدي عدد كبير من الميداليات الذهبية.. وميدالية فضية وأخرى برونزية في الأولمبياد، ويجب أن أحرز ميدالية ذهبية أيضًا في الأولمبياد.
** وكيف تسير مرحلة الإعداد لأولمبياد طوكيو؟
الأولمبياد هي الشيء الوحيد الذي سأركز عليه خلال الفترة القادمة، فهذه الفرصة يمكن ألا تتاح لي مرة أخرى. إحراز بطولة أوروبا كان حافزًا لي ورفع من روحي المعنوية. واختبرت نفسي أيضًا في البطولة، لأنني كنت لا أمارس المصارعة لفترة، ولا أشارك بالدورات الكبرى.
شاركت في دورة بإيطاليا، ومن بعدها بطولة أوروبا. وعندما أحرزت البطولة الأوروبية مجددًا استعدت نشاطي وثقتي بنفسي. يستمر هذا الشعور لمدة شهرين أو ثلاثة بعد إحراز كل بطولة، لذلك أحاول الاستفادة قدر الإمكان من تلك الفترة. سأبذل ما في وسعي من أجل الأولمبياد، وسأبذل كل جهدي خلال المباريات.