احتلت العملية العسكرية الصهيونية في جنين (شمال الضفة)، أمس الأربعاء، مساحات واسعة من قراءات المحللين الصهاينة في الصحف العبرية، مشيرين إلى أنها تؤكد “مدى تدهور الوضع الأمني المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، وضعف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية”.
الميدان يشتعل ويغلي
وكان أبرز عنوان صحيفة /يديعوت أحرونوت/ في الصفحة الأولى “الميدان يشتعل”، وجاء العنوان الرئيسي “نقطة غليان” في صحيفة /معاريف/، أما صحيفة /هآرتس/ فعنونت الموضوع الرئيسي بكلمات “حادث جنين يقرِّب الكيان الصهيوني نحو حملة عسكرية ليست معنية بها”.
وقالت يديعوت إن “قرار رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، بتنفيذ عمليات تصفية محددة الهدف من الجو حتى في منطقة الضفة الغربية، تصعيد غير مسبوق في نشاط الجيش، الذي أطلق قبل بضعة أشهر حملة عسكرية لإحباط العمليات في الضفة الغربية”.
جنود صهاينة: لم نرَ شيئا كهذا
ونقلت /القناة 12/ العبرية، عن جنود صهاينة شاركوا في العدوان على جنين، قولهم: “لم نرَ شيئًا كهذا.. حريق مشتعل بالفعل، وهو وضع لم نواجهه في الآونة الأخيرة”.
ومن جانبها، ذكرت هيئة البث الصهيونية /كان 11/، أن “الجيش حذر السلطة الفلسطينية من التراخي في تنفيذ حملة اعتقالات مطلوبين لقوات الاحتلال في نابلس (شمال)، مهددا باقتحام المدينة كل ليلة، إذا ما امتنعت أجهزة أمن السلطة عن القيام بذلك”.
وأضافت الإذاعة أن “قوات الاحتلال تركز على العمليات في مدينة جنين، وتفسح المجال أمام أجهزة أمن السلطة الفلسطينية للعمل في نابلس”.
واستدركت أن “المؤسسة الأمنية ترصد نشاطا إيجابيا لقوات أمن السلطة الفلسطينية، التي قامت مؤخرا باعتقال مطلوبين في نابلس (في إشارة إلى المعتقلين مصعب اشتية وعميد طبيلة)”.
عملية واسعة
وقالت هآرتس إن “ما جرى أمس في جنين ومخيمها، أسوأ حادث وقع في الضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة”.
وحذرت من “أن الاحتكاك العنيف والمستمر في تلك المناطق، قد يجر الكيان الصهيوني إلى عملية واسعة قبل انتخابات الكنيست في الأول من تشرين ثاني/نوفمبر المقبل، على الرغم من إحجام الحكومة عن مثل هذه العملية”.
ورأت الصحيفة أن “الاحتكاك المستمر في جنين، أدى لخروج الخلايا المسلحة من مناطقها إلى البحث عن المركبات العسكرية والخاصة بالمستوطنين، وإطلاق النار عليها، وهذا ينطبق على نابلس التي توجد بها منظمة محلية كبيرة تسمى عرين الأسود”.
تصعيد لم يشهد منذ سنوات
وقالت صحيفة /يسرائيل هيوم/ إن “الكيان الصهيوني يشعر بالقلق إزاء فقدان السلطة الفلسطينية المتزايد للسيطرة في شمال الضفة، وكذلك ارتفاع عدد نشطاء أجهزة الأمن الفلسطينية المتورطين في أنشطة تخريب، وإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي أثناء الاعتقالات، مما يعرض التعاون الأمني الإسرائيلي – الفلسطيني للخطر”.
صورة مصغرة لعملية واسعة
واعتبرت يديعوت أحرونوت أن “ما جرى في جنين مجرد صورة مصغرة، لما يمكن أن تكون عليه عملية واسعة النطاق قد يلجأ إليها الجيش”.
وبحسب الصحيفة، فإن التصعيد الحالي في نظر جيش الاحتلال وجهاز الشاباك (الاستخبارات الداخلية) مقلق من ناحيتين، الأولى ارتفاع مستوى العنف في نابلس وجنين بشكل ملحوظ، والثاني التورط المتزايد لعناصر أجهزة أمن السلطة الفلسطينية”.
واقتحمت أمس الأربعاء، أعداد كبيرة من قوات الاحتلال وآلياته العسكرية مدينة جنين ومخيمها (شمال الضفة)، وحاصرت منزل والد الشهيد رعد خازم، واستهدفته بصاروخ، ما ألحق به أضرارًا كبيرة.
واندلعت مواجهات عنيفة عقب اقتحام المدينة، ما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين، وإصابة 44 آخرين بجراح متفاوتة.