كان عام 2022 صعباً ومؤلماً وقاسياً على الشعب الفلسطيني، فقد شهد هذا العام تصعيداً من الاحتلال الصهيوني خاصة في الضفة الغربية من إعدامات ميدانية وإجرام المستوطنين الذين باتوا يعملون تحت إطار مليشيات مسلحة شبيهة بتلك المليشيات التي ارتكبت المجازر إبان النكبة الفلسطينية عام 1948، مما تسبب في استشهاد نحو 171 فلسطينياً في الضفة الغربية هذا العام، ورد الفلسطينيون على إجرام الصهاينة بعمليات نوعية أسفرت عن مقتل 31 صهيونياً، وإصابة العشرات، في عام اعترف الصهاينة أنه الأصعب منذ أكثر من عقد من الزمن بسبب نوعية وجرأة المقاومين الفلسطينيين في تنفيذ عمليات فدائية.
استشهاد 224 فلسطينياً بينهم 45 طفلاً ومقتل 31 صهيونياً خلال العام
احصائيات وأرقام
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في تقرير لها: إن عام 2022 شهد جرائم صهيونية بشعة بحق الشعب الفلسطيني أسفرت عن استشهاد 224 فلسطينياً في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث استشهد 171 فلسطينياً في الضفة الغربية ارتقى معظمهم في عملية قتل وإعدام ميدانية على الحواجز العسكرية، كما استشهد 53 فلسطينياً في العدوان الصهيوني على قطاع غزة في أغسطس 2022، بينهم 17 طفلاً ارتقوا في عمليات قصف على منازل وأحياء سكنية.
الاستيطان والتهويد
ويؤكد رئيس دائرة الإحصاء والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود لـ”المجتمع” أن عام 2022 شهد تضاعف جرائم الهدم للمنازل والمنشآت الفلسطينية، في مقابل ذلك تكثيف الاستيطان والتهويد، وتم هدم 900 منزل لفلسطينيين وتهجير الآلاف خاصة في القدس وسلفيت ونابلس والخليل والأغوار.
منسق هيئة مقاومة الاستيطان: إقامة 8500 وحدة استيطانية وهدم 900 منزل وتهجير مئات الفلسطينيين العام الجاري
وبيَّن المسؤول في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن الاحتلال صادق على إقامة نحو 5000 وحدة استيطانية في القدس العام الجاري، و3500 وحدة استيطانية في القدس المحتلة، إضافة لمخططات خطيرة لتهجير عشرات القرى والتجمعات الفلسطينية من مناطق في الخليل والأغوار وفي قرى غلاف القدس.
من جانبه، أشار المتحدث باسم أهالي سلوان فخري أبو ذياب لـ”المجتمع” أن مدينة القدس كانت عام 2022 مسرحاً لاعتداءات الاحتلال وعصابات المستوطنين من خلال استمرار عمليات الاستيطان والتهويد والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، لافتاً إلى أن الاحتلال هدم أكثر من 200 منزل ومنشأة هذا العام، وصادق على مخططات استيطانية لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بالإضافة لاقتحام أكثر من 52 ألف مستوطن باحات الأقصى، والاعتداء على المصلين في باحاته الذين يواصلون التصدي لقوات الاحتلال وعمليات اقتحام المستوطنين الهادفة لتكريس واقع استيطاني وتهويدي خطير في باحات الأقصى وفي محيطه.
عام المقاومة النوعية
في الموضوع ذاته، أكد الخبير في الشأن الفلسطيني ثابت العمور أن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد أن عام 2022 كان عام المقاومة الفلسطينية المسلحة، وأول هذه الشواهد ما يحدث في الضفة الغربية، وتمدد حالة المشاغلة والاشتباك من جنين جغرافياً إلى مدن الضفة الغربية، وتحديداً نابلس والخليل، وتطور الهياكل المشتبكة من كتيبة جنين إلى كتيبة نابلس وطولكرم ومجموعات جبع بجنين وعرين الأسود وغيرها.
العمور: 2022 عام المقاومة النوعية والقادم مؤلم للصهاينة
وأشار العمور إلى أن الاشتباكات تتزايد حتى أصبحنا نرى إحصائيات تتحدث عن 21 عملية خلال 24 ساعة، حتى في قطاع غزة المقاومة حاضرة، وقد شهد القطاع معركة وحدة الساحات، وكانت مناورة “الركن الشديد 3″، لافتاً إلى أنه لا يمكن إغفال العمليات الفدائية الفردية النوعية، وبالتالي في عام 2022 تراجع الحديث عن التسوية وعن السلام مقابل خيار المقاومة والاشتباك، وقد بات ذلك خياراً فلسطينياً، لدى كل مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية بما فيها حركة “فتح”.
وتقول وسائل إعلام صهيونية: إنه قتل 31 صهيونياً عام 2022 وأصيب المئات في سلسلة العمليات الفدائية البطولية الفلسطينية ضد الاحتلال ورداً على استمرار جرائمه وكتأكيد على استمرار الشعب الفلسطيني في طريق المقاومة.