- هل فعلاً يجوز للمرأة الحائض جمع طواف الإفاضة وطواف الوداع معاً؟
– المرأة الحائض تستطيع أن تفعل كل شيء ما عدا الطواف بالبيت، فهي لا تستطيع أن تدخل المسجد وهي حائض ولا تطوف، وطبعاً لا تستطع أن تسعى لأن السعي يكون بعد الطواف.
وقد أجاز شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، للحائض أن تتحفظ؛ أي تضع قطنة حتى لا ينزل منها دم وتطوف وتسعى، لأن هذه الأشياء الإنسان مطالب أن يؤديها عند القدرة، وعند العجز تسقط عنه، كما قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن: 16)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم”، وقال تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) (البقرة: 256)، حتى قالوا: وليس عليها دم ولا شيء لأنها أدت ما قدرت عليه.
والمتفق عليه أن طواف الوداع ليس من أركان الحج، ركن الحج هو طواف الإفاضة، أما طواف الوداع، فهو إما واجب وإما سُنة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال للمرأة الحائض أن تسافر دون طواف الوداع، لأنه ليس أمراً أساسياً، فالحج إن شاء الله صحيح، وهو مقبول إن شاء الله، والله أعلم.
العدد (1830)، ص49 – 8 ذو الحجة 1429ه – 6/12/2008م