اهتم أهل العلم بالشريعة فيما مضى باللغة العربية عامة والشعر خاصة تحقيقاً لفهم القرآن فهماً دقيقاً كما قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف: 2)، وللإمام ابن قتيبة الدينوري رحمه الله كتاب جليل وهو الشعر والشعراء، وقد تعرض فيه لقضية اللفظ والمعنى، وهي قضية لغوية مهمة ما زال التصنيف بشأنها مستمراً إلى وقتنا هذا.
فقد قسم رحمه الله الشعر باعتبار الإجادة في اللفظ والمعنى على 4 أضرب، وذكر في كل منها أمثلة، منها:
الضرب الأول: وهو حسن لفظه وجاد معناه كقول الشاعر:
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع
الضرب الثاني: وهو ما جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه، كقول الشاعر:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه الجليس الصالح
الضرب الثالث: وهو ما تأخر معناه وتأخر لفظه كقول الأعشى:
وفوها كأقاحي غذاه دائم الهطل
كما شيب براح ما رد من عسل النحل
الضرب الرابع: وهو ما حسن لفظه وحلا وقصر معناه كقول الشاعر:
ولما قضينا من منى كل حاجة ومسح بالأركان من هو ماسح
وشدت على حدب المهاري رحالنا ولا ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطحِ
_______________________
المصدر: كتاب «الشعر والشعراء» بتحقيق الشيخ أحمد شاكر.