ارتكب الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الخميس، مجزرة مروّعة شمالي قطاع غزة بقصف تجمّع لمئات المواطنين الذين كانوا بانتظار وصول المساعدات؛ ما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة مئات آخرين بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.
ونشر صحفيون ونشطاء فلسطينيون عبر حساباتهم على موقع «إكس» صوراً ومقاطع فيديو لعشرات من المواطنين الشهداء وضعوا في الشاحنة التي كانت مخصصة لنقل المساعدات.
وقال مراسل قناة «الجزيرة» في غزة أنس الشريف: إن 150 شخصاً استشهدوا وأصيب نحو ألف أثناء انتظارهم المساعدات في شمال قطاع غزة، مضيفاً أنه يجري نقل الجرحى إلى مستشفيات الشفاء والمعمداني وكمال عدوان في محافظتي غزة والشمال.
https://twitter.com/AnasAlSharif0/status/1763122078528504153
فيما أشار الناشط أدهم أبو سلمية إلى أن العالم استيقظ اليوم على مجزرة صهيونية مروعة ومرعبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة غزة، لافتاً إلى أن مئات المواطنين الذين يتضورون جوعاً اجتمعوا قرب دوار النابلسي بانتظار وصول شاحنات المساعدات قبل أن تهاجمهم دبابات الاحتلال بالقذائف المدفعية والرصاص.
150 شهيداً في #مجزرة_جوعى_غزة الآن..
استيقظ العالم اليوم على مجزرة صهيونية مروعة ومرعبة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في مدينة غزة اليوم، مئات المواطنين الذين يتضورون جوعاً اجتمعوا قرب دوار النابلسي بانتظار وصول شاحنات المساعدات قبل أن تهاجمهم دبابات الاحتلال بالقذائف المدفعية… pic.twitter.com/8EngloPYu1
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) February 29, 2024
وأضاف أبو سلمية أن هذه جريمة مروعة، تؤكد إصرار الاحتلال المجرم على مواصلة التجويع والإبادة الجماعية لأهلنا في القطاع الصابر.
ووصف الناشط خالد صافي مجزرة الاحتلال بجريمة متكاملة الأطراف ولا تقل بشاعة عن مجزرة المعمداني، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال فتحت النار هذا الصباح على آلاف المواطنين وهم في طريقهم لاستلام المساعدات.
جريمة متكاملة الأطراف ومجزرة لا تقل بشاعة عن مجزرة المعمداني
حيث فتحت قوات الاحتلال النار هذا الصباح على آلاف المواطنين وهم في طريقهم لاستلام المساعدات
أكثر من ألف إصابة تم حصرها إلى جانب 150 شهيدًا والعدد مرشح للزيادة#مجزرة_جوعى_غزة pic.twitter.com/sH6SpusU4E
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) February 29, 2024
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استشهاد أكثر من 70 فلسطينياً وإصابة ما يزيد على 250 آخرين، جراء استهداف الاحتلال لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة.
فيما أعلن مدير عام وزارة الصحة في غزة د. منير البرش عن 100 شهيد ومصاب حتى اللحظة في (مجزرة المساعدات)، مشيراً إلى أن المستشفيات مليئة بالجرحى والجثث.
وكتب عبر حسابه على «إكس»: الأطفال لا حليب لهم ولا غذاء، لا وجود للكهرباء والوقود، الكوادر الطبية تعمل بدون كلل أو ملل أو يأس، المنظمات الدولية لا تحرك ساكناً، العالم الحر ينظر من بعيد ويشعر بالقلق.
مائة شهيد ومصاب حتى اللحظه في (مجزرة المساعدات ) ، المستشفيات مليئه بالجرحى والجثث ، الأطفال لا حليب لهم ولا غذاء ، لا وجود للكهرباء والوقود ، الكوادر الطبيه تعمل بدون كلل او ملل او يأس ، المنظمات الدوليه لا تحرك ساكنا ، العالم الحر ينظر من بعيد ويشعر بالقلق. #غزه_تباد
— د. منير عبدالله البرش (@Dr_Muneer1) February 29, 2024
مجزرة غير مسبوقة
من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المجزرة البشعة في غزة وغير المسبوقة في تاريخ جرائم الحروب تأتي في إطار حرب التجويع التي ينفذها العدو المجرم ضد أبناء شعبنا الهادفة لتهجيره عن أرضه، تنفيذاً لمخططه الخبيث الرامي لطمس القضية الفلسطينية.
واعتبرت «حماس»، في بيان لها، أن المجزرة البشعة تضاف لسلسلة المجازر الطويلة التي يقترفها الكيان الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني غير مكترثٍ بعواقب أفعاله الإرهابية، بسبب غطاء وتواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدوانه على غزة.
ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي للانعقاد العاجل، لاتخاذ قرارات تلزم الكيان المجرم بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة، ووقف كافة انتهاكاته للقوانين الدولية، وانتهاكه لمقررات محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف جريمة الإبادة والتطهير العرقي.
وطالبت «حماس» الدول العربية بشكل خاص إلى الخروج عن مربع الصمت تجاه ما يتعرض له شعبنا من جريمة إبادة صهيونية، والتنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر من العام الماضي، الذي أكد كسر الحصار الصهيوني، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية فوراً لقطاع غزة.
كما دعت الحركة شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للخروج بفعاليات ومظاهرات شعبية واسعة تنديداً بالمذبحة الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني، وضغطاً على الحكومات لاتخاذ مواقف فاعلة وقوية ضد الكيان وقادته النازيين مجرمي الحرب.
وجددت التأكيد أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة مطالبون بتحمُّل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية في وقف هذا القتل الجماعي لأبناء وشعبنا، ووقف جريمة العصر التي يرتكبها الكيان المجرم جهاراً نهاراً، ومطالبون باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوصيل المساعدات الغذائية الطارئة بشكلٍ آمن لأبناء شعبنا في كافة أنحاء القطاع.
وحملت الحركة الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية وجيشه النازي، والرئيس بايدن والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن هذه المجزرة، وعن تصاعد حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد أبناء شعبنا.
توثيق حقوقي
من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن قوات الاحتلال «الإسرائيلي» استهدفت آلاف المدنيين الفلسطينيين لدى انتظارهم إمدادات إنسانية على أطراف مدينة غزة، وأطلقت تجاههم النار والقذائف المدفعية على نحو مباشر.
وأضاف الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق اقتراف الاحتلال مجزرة دامية عندما أطلقت الدبابات «الإسرائيلية» في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجر اليوم الخميس، القذائف والنار بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع الذين انتظروا منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة.
وأكد المرصد أن عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات، وأن العشرات ارتقوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استهدفوا وهم يحملون كيس الطحين أو كرتونة تحمل معلبات لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع.
وقال باحث المرصد الأورومتوسطي في مستشفى الشفاء: إن مئات المصابين والشهداء وصلوا إلى المستشفى الذي يعمل بطاقة جزئية، مؤكدًا أنه لا يوجد طواقم طبية كافية وهناك تدافع كبير، واضطر مواطنون للتعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية وسط حالة كارثية ومؤلمة.
وأكد أن مئات الشهداء والمصابين على الكارات وبعضهم معهم كيس طحين الذي اختلط بالدماء.
وبحسب متابعة المرصد الأورومتوسطي، فإن الإمدادات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة، في فبراير الجاري، انخفضت مقارنة مع يناير بنسبة 50% على الرغم من تعاظم الاحتياجات الهائلة لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف معيشية بائسة.
ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة «يونيسف» نُشرت في 19 فبراير.