كثيرًا ما يتساءل البعض عن آية جامعة شاملة تخبره بكمال هذا الدين العظيم الذي أرسله الله للعالمين عبر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ليجد أمامه الآية الكريمة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة: 3).
ولكن ثمة شواهد أخرى متفرقة حوتها سور القرآن تؤكد كمال الدين؛ لترسخ اليقين بشمولية هذا الدين وعظمته داخل جنبات كل مسلم يؤمن بهذا الدين العظيم الذي جاء هداية للبشرية أجمع من ظلمات الجهل والضلالة.
وهذه الشواهد القرآنية والإشراقات النورانية التي سوف نتناولها قد ذكرها د. زغلول النجار في حديثه عن إعجاز القرآن الكريم، حيث أكد وجود عدة آيات تؤكد كمال القرآن الكريم، منها:
1- (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) (النساء: 82).
2- (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ {79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) (الواقعة).
3- (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) (البروج).
4- (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) (البقرة: 2).
5- (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: 89).
6- (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام: 38).
فلا حرج في أن يتساءل المسلم عن أي شيء يتعلق بدينه ليزداد يقينًا به ويكون مستسلمًا له حق الاستسلام؛ لينال بذلك حق العبودية للدين الأعظم دون ريبة أو شك، فيَصلُ بذلك اليقين عبر آيات الذكر الحكيم إلى أعلى مراتب العبودية ويصبح خير عبد لأحق معبود.