يقول المتنبي:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ فإن فسادَ الرأي أن تتردّدا
توجد لدينا عقول مفكرة، وآراء سديدة، وأفكار موفّقة، لكن توجد لدينا أيضاً أنفُس مترددة، وقلوب مرتعشة، وعقول تؤثر السلامة.
وأتكلم عن عموم الناس لا عن خصوص المبادرين الناجحين.
يفكر أحدنا بتأليف كتاب يفيد فيه وطنه وأمته وينشر علماً ويدفع جهلاً، ثم يأتيه آتٍ يثبّطه ويحذره من كساد سوق الكتب وقلّة القارئين، أو أن موضوع الكتاب لن يلقى قبولاً لدى الناس، فيُقعده ذاك الحذر.
ويفكر آخر بفتح مشروع تجاري ذي فكرةٍ متميزة ويلبّي حاجةً لدى السوق، ثم يخذّله تفكيره باحتمال الخسارة وثقل التكاليف وشراسة المنافسة، فيتراجع.
ويفكر ثالث بالدراسة في الجامعة بتخصص مهم ونادر لكنه صعب، فتشجّعه نسبته العالية في المرحلة الثانوية وحبه للعلم ورغبته في نفع وطنه وأمته بالعلوم المفيدة، ويُجلسه خوف عدم القبول أو الخشية من الفشل، فيؤثر السلامة ويختار تخصصاً دون طموحه.
يقول صفي الدين الحلّي:
لا يبلغ المجد من لم يركب الخطرا ولا ينال العُلا من قدّم الحذرا
ولا ندعو للإقدام على الأخطار دون تفكير وموازنة المصالح والمفاسد أو الإيجابيات والسلبيات، بل هذا واجب، لكن بعد تلك الدراسة والتوصّل إلى أن هناك احتمالاً راجحاً للفوز، تقدّم.
نعم، تقدّم، وابذل الوُسع من الدراسات المسبقة، تقدّم واعمل بجد واستمرار في المشروع الذي اخترته، تقدّم وقدّم أفضل ما لديك وأبدِع في أفكارك وساعد غيرك وتعلّم وعلّم، ثم انتظر النجاح، وما هو عنك ببعيد.
وختاماً نقول: فاز باللّذات من كان جَسوراً.