لا شك أن كل إنسان منحه الله عقلًا يحسن استعماله على الوجه الصحيح، يستخدمه لكي يقيس به الأمور بمقاييس ومعايير علمية منطقية ويصدر حكمه تجاهها، وهو عين ما حدث مع علماء ومفكري الغرب منذ قديم الزمان إلى يومنا هذا، وبالطبع هذا ينطبق على المنصفين منهم لا على جميعهم.
فالناظر إلى حقائق الأمور وتفصيلاتها يجد أنه رغم حملات الإساءة المتكررة التي تصدر من الدول الغربية بين الحين والآخر، فإنه تظهر للعلن أيضًا شهادات غربية من علماء وفلاسفة ومفكرين وأدباء بحق رسول الله ﷺ، تنزله منزلته التي يستحقها ومقامه الذي يليق بعظمته، ولهذا أردنا أن نطوف في جولة سريعة مع شهادات غربية لعلماء ومثقفين نظروا للنبي ﷺ وسيرته بمنظور علمي وقاسوا أفعاله وإنجازاته بمقياس قدرات البشر، فوجدوا أنه ينتصر على كل البرية متفوقًا في كل الجوانب قاطبة.
وإليكم جزءًا يسيرًا من هذه الشهادات بحق نبينا العظيم ورسولنا الكريم ﷺ.
فها هو الفيلسوف الإنجليزي برنارد شو يعلنها بصراحة ووضوح أمام العالم فيقول عن رسول الله ﷺ: «اتفق عباقرة الغرب على أن محمدًا أعظم العظماء في تاريخ البشرية، إنه منقذ البشرية وإن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكيره».
وهذا ما قالته المستشرقة الألمانية د. زيجريد هونكة، في كتابها «شمس الله على الغرب»، حيث ذكرت في عبارات موجزة وفي وضوح بالغ بكلمات قليلة أن الدين الذي جاء به النبي ﷺ كان بمثابة النور الذي كان وما زال الغرب في أحوج ما يكون إليه، فقالت: «إن محمدًا والإسلام هما شمس الله على الغرب، ولقد شاء الله أن يظهر من الأوروبيين من ينادي بالحقيقة ولا يغمط العرب حقهم في أنهم حملوا رسالة عالمية وأدوا خدمة إنسانية للثقافة البشرية قديمًا وحديثًا».
ولا أروع من هذه الشهادة التي صدرت من شاعر وسياسي شهير، رأى في محمد ﷺ الأفضلية البشرية على الإطلاق، وهو الشاعر والسياسي الفرنسي ألفونس دي لامارتين حيث وصفه، قائلاً: «من ذا الذي يجرؤ من الناحية البشرية على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟ ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه؟ عند النظر إلى جميع المقاييس التي تقاس بها عظمة الإنسان، أعظم حب في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد».
هكذا وصفه الغربيون، وهكذا تحدثوا عنه بعد أن عرفوا قدره وقيمته، فحري بنا نحن المسلمين أن نعظمه ونوقره ﷺ حق قدره الذي أنزله الله إياه، فلا أقل من اتباع سُنته والسير على هديه وامتثال نهجه في حياتنا كلها.