يُعد كتاب «الهجرة ودورها في توطين الإسلام في أوروبا: تحديات التعايش والاندماج، بريطانيا نموذجًا» للمؤلف حميد الهاشمي، واحدًا من الكتب العلمية والعملية التي تناقش موضوع الأقليات المسلمة، حيث يُعد الكتاب مرجعًا لكل باحث ومهتم بما تعانيه وتعيشه الأقليات المسلمة في دولة بريطانيا، وسبل التعايش مع المجتمع البريطاني خاصة في ظل تنامي «الإسلاموفوبيا».
وقد تناول المؤلف أحوال مسلمي بريطانيا في فصول عدة مقسمة بشكل ييسر على القارئ فهم طبيعة الهجرة إلى بريطانيا ابتداءً، ثم التطرق إلى الدوافع التي أدت لهذه الهجرة، وينتقل بعد ذلك إلى التحديات والعقبات التي تقف عائقًا أمام الاندماج مع المجتمع بكافة مكوناته.
ويتحدث الكاتب في كتابه بشكل واضح عن دور تلك الهجرة في توطين الإسلام بأوروبا، حيث تأثر غير المسلمين في هذه البلاد بأفراد الجاليات المسلمة وأخلاقهم الحسنة، كما يتعرض للرد على مقولات المستشرقين الكاذبة حول الإسلام، مثل الادعاء بأن الإسلام انتشر بحد السيف، حيث يوضح الكاتب بالأدلة أن الهجرة والتعامل مع المسلمين عن قرب أحد أسباب التعرف على الإسلام بشكله الصحيح بعيدًا عن تشويش الكارهين له.
وإذا أردنا أن نتجول في بستان هذا الكتاب، فإننا سنجد أنه ينقسم إلى 10 فصول، كل فصل يبزر جانباً من معاناة الأقليات المسلمة ببريطانيا، وفي ذات الوقت يبرز حجم التأثير الإيجابي والبصمة الجيدة التي تركها مسلمو بريطانيا في المجتمع.
وجاءت فصول الكتاب على النحو التالي:
الفصل الأول:
يُعد بمثابة مقدمة توضيحية لمنهج الكتاب والدراسة التي يقوم ببحثها، ومن ذلك إشكالية الكتاب وأهميته وفرضياته والتقنيات البحثية التي جرى توظيفها والمقاربات النظرية حول هذا الموضوع، بجانب التطرق إلى الدراسات السابقة.
الفصل الثاني:
يتناول طبيعة الإسلام في بريطانيا، ويشمل مقدمة تعريفية بالمملكة وبوادر هجرة المسلمين إليها، ودور هذه الهجرة في إرساء أسس تعايش المسلمين واندماجهم في البلاد ونشر الإسلام بها.
الفصل الثالث:
تناول الوضع الاجتماعي والاقتصادي للجاليات المسلمة في المملكة المتحدة، استنادًا إلى مؤشرات عددهم ونسب توزعهم في المناطق المختلفة من البلاد، بما في ذلك الأقاليم البريطانية.
الفصل الرابع:
شمل عرض الوجود الإسلامي في بريطانيا من خلال المساجد والمؤسسات والمنظمات الإسلامية، وتطرق لأهمية تلك المؤسسات ودورها في ترسيخ الهوية الإسلامية.
الفصل الخامس:
احتوى على عرض لأهم الجاليات المسلمة غير العربية في بريطانيا، مثل الجاليات التركية والباكستانية والهندية والبنغالية والماليزية والقبرصية والإيرانية والصومالية والكاريبية والأفغانية.
الفصل السادس:
استكمل فيه الكاتب تسليط الضوء على أبرز الجاليات العربية وخصائصها، حيث تطرق إلى معظم الجاليات العربية، وذلك مثل الجاليات المصرية والفلسطينية والعراقية والسورية واليمنية وغيرها من الجاليات.
الفصل السابع:
حاول الكاتب من خلاله الإجابة عن بعض الأسئلة المهمة، مثل طرق انتشار الإسلام في الغرب، وكيفية حدوث الاندماج الاجتماعي مع مراعاة طبيعة المجتمع ومكوناته الأساسية، بجانب التعريج على معوق كراهية الأجانب باعتباره أشد معوقات الاندماج.
الفصل الثامن:
يتناول بريطانيا بوصفها مجتمعاً ذا تعددية اجتماعية وثقافية، وفلسفة الاندماج الاجتماعي معه في إطار هذا التشابك الثقافي، بجانب التعرض لواقع العمل وإجراءات اللجوء في المدن البريطانية.
الفصل التاسع:
خصصه لتناول المشكلات التي يصطدم بها المهاجر بعد استقراره في البلاد، ويقسّم هذه المشكلات إلى قانونية واجتماعية ونفسية واقتصادية، ويعرض أهم الأمراض النفسية لدى المهاجرين جراء الظروف الصعبة التي مرّوا بها.
الفصل العاشر:
يعرض فيه الكاتب مواقف الأحزاب السياسية البريطانية من قضية الهجرة واللجوء والاندماج، ثم يتعرض لأحزاب اليمين المتطرف ودوافع ظهوره وقبول أجندة من قبل بعض فئات المجتمع، وختامًا يعرض موقف هذه الأحزاب من موضوع «الإسلاموفوبيا».