أحمد العبيد
بعد أكثر من عام على إبادة غزة منذ 22 ربيع الأول 1445هـ/ 7 أكتوبر 2023م، ينفطر القلب ألماً وحزناً على حالنا، كيف وصل بنا الخذلان إلى هذه الدرجة ونحن نشاهد المجازر المروعة عاجزين دون أن نحرك ساكناً؟! أين نحن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى»؟! (رواه البخاري).
أي جسد هذا الذي لا يشعر بقطع وذبح جزء منه في فلسطين الأرض المباركة، مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وفيها أمّ الأنبياء وعُرج لسدرة المنتهى؟!
كان التفاعل في بداية عملية «طوفان الأقصى» مقبولاً إلى حد ما، لكن مع استمرار الإبادة أصبح الأمر أشبه بالروتين اليومي، واعتاد الناس على المشهد المؤلم، وصارت صور المجاعة والقصف وحرق الخيم أحداثاً ربما لا يبالي الناس بها.
إن كان البعض يعتقد أنه فعل ما عليه من تبرع ودعاء وإحياء القضية بمحيطه ونشرها بكل منصة وفعالية، كل حسب مستواه، نتساءل: هل وقفت الإبادة؟ وهل بالفعل استنفدنا كل ما بوسعنا لوقفها؟! بالطبع لا.
في محيطنا وحياتنا اليومية من جامعة أو عائلة أو مدرسة أو عمل أو دواوين أو أندية.. هل تشغلها القضية الفلسطينية وتهتم بها؟ أرى الإجابة بالنفي.
مثلاً لو اتخذت الحكومة أو جهة العمل قراراً بقطع نصف الراتب أو ربعه شهرياً، هل سنكون بهذه الرتابة ولو بعد 12 شهراً؟! هل سنبقى هادئين ونتعايش على هذا الوضع؟! أرى أن الإجابة كفيلة بتبيان حالة قصورنا.
فلسطين، بالطبع، ليست كل قضايا العالم الإسلامي، لكنها أهمها لوجود المسجد الأقصى بها، وإلا فمآسي المسلمين كثيرة.
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه!
ما يحدث بالسودان يدمي القلب، وكذلك تركستان الشرقية غربي الصين ما زالوا مضطهدين ويُمنعون من ممارسة شعائرهم، ناهيك عن الوضع في الشمال السوري، ولا يخفى علينا المعتقلات ببلادنا العربية التي تكتظ بالشرفاء والمصلحين.. وغيرها الكثير، كل ذلك يحتم علينا الاهتمام والتفكير والتفاعل معه والانشغال بهذه القضايا المصيرية للأمة.
دور الشعوب عظيم جداً لو اهتمت ووعت وتحملت المسؤولية وتحركت، وما يحركها بالفعل الوازع الديني والإنساني والأخلاقي، والوحدة، والتعاضد، والعمل الجاد لأوطاننا والبعد عن التفاهة وسفاسف الأمور.
ورأينا المقاوم الأردني الذي اقتحم الحدود طلباً للشهادة، قال في كلمته الأخيرة: إن باب الجهاد لا يُفتح، بل يُخلع.
فالعمل كثير، ومطلوب منا الإبداع لنصرة قضايانا العادلة.
اللهم أهلك الظالمين الصهاينة المعتدين، ولا تجعلنا ربنا لغزة من المتخاذلين، واكتبنا ممن استخدمته لنصرة دينك والمسلمين، اللهم آمين.