تأتي زيارتنا للسودان هذه المرة ضمن خطتنا في متابعة أعمال مشاريعنا الإستراتيجية المهمة، حيث لدينا به مشاريع تعليمية ووقفية متعددة، ونخطط لتنفيذ مشاريع مستقبلية كبيرة، وأيضاً المشاركة بفاعلية في اجتماعات مجلس أمناء جامعة أفريقيا العالمية، حيث إننا أعضاء به، فالتواصل والشراكة مع المؤسسات التعليمية العريقة يؤكد ما نؤمن به تجاه بناء الإنسان.
هبطت الطائرة ليلاً في الخرطوم على متن القطرية، هذه العاصمة الشامخة والصامدة، مدينة الخرطوم كبيرة، صاخبة نهاراً، وهادئة ساكنة ليلاً، تنبض بها العراقة، وتجد الترحيب المميز لأهلها وكرمهم المعهود في قبولهم واستقبالهم لكل من قصدهم.
بدأت زياراتنا الميدانية لمشاريعنا التعليمية، أولها كان مدرسة الفتح المبين في أم درمان، حيث يبلغ الطلبة الذين يتعلمون داخل المدرسة ٣٠٠ طالب من الفقراء، يستفيد منها مخيمات النازحين الذين أتوا من عدة ولايات إلى الخرطوم.
“يوحنا” أحد الطلبة الدارسين في مدرسة الفتح المبين، يدرس فيها بالمجان، حيث إن أسرته لا تمتلك فرصة لتعليم طفلها “يوحنا”؛ بسبب عدم توافر الدعم لهم، لم ولن نشترط في تقديم خدماتنا لغير المسلمين أن يُسلموا، ولكننا بلا شك نسأل الله لهم الهداية.
“عز الدين” من الطلاب الذين يعانون من ضغط أهاليهم في ترك التعليم؛ لأن عائلته لا تمتلك مورداً مالياً يساعدهم في سد احتياجاتهم للحياة، لكن إصرار “عز الدين” في استكمال دراسته تجعل المسؤولية علينا أكبر، فقد علمنا أن هناك تسرباً من الطلبة؛ لأنهم لم يتناولوا وجبة الإفطار، لذا قررنا أن نقدمها لهم في كل صباح، وهي عبارة عن “عدسية” تطبخ بالماء والملح، وكان ذلك من أسباب استمرار “عز الدين” وإخوانه الطلبة بالدراسة، وتلقيهم التعليم الأساسي، والوجبة لا تكلف ١٢٥ فلساً.
التعليم في السودان يحظى باهتمام كبير من الحكومة والمؤسسات الأهلية، حيث يبلغ عدد المؤسسات التي تهتم بالتعليم العالي أكثر من ١٠٠ جامعة وكلية ومعهد عالٍ، وفق إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء في جمهورية السودان.
ويتميّز المجتمع السوداني بأنه مجتمع يقبل الطلبة الأجانب، بل أصبحت محط أنظارهم، وقبلتهم للتعليم العالي، حيث إن السودان ومن خلال موقعه الجغرافي جعل عليه مسؤولية تجاه القارة الأفريقية بشكل خاص.
جامعة أفريقيا العالمية تعتبر من أهم الجامعات في أفريقيا ومن أقواها، وبها طلاب وافدون من حوالي 75 دولة، ويجدر الإشارة إلى أن جامعة أفريقيا العالمية قد تم اختيارها بصفة أول جامعة سودانية، واختيارها أفريقيّاً في المرتبة (32) من حيث المستوى العلمي والأكاديمي وجودة التعليم فيه.
إنها منظومة تسعى من خلالها حكومة السودان تحقيق تنمية لأبناء شعبها، ونحرص أن نكون جزءاً من هذه المنظومة، وأن تسهم مشروعات الخير في دعم التنمية، وقاطرتها التعليم، وقد أصبح للكويت ريادة تحظى بمكانة في قلوب أبناء السودان.