واصل أطفال مدينة “بيدوا”، جنوب غربي الصومال حياتهم في ظل ظروف صعبة، نتيجة موجة الجفاف التي تضرب المدينة، إذ يضطرون لنقل الماء وبيعه بغية تأمين قوت يومهم.
ويوفر الأطفال مصدر عيش أسرهم من خلال نقل الماء من آبار بمركز “بيدوا” التي تعاني من الجفاف، إلى القرى المجاورة لها وبيعها للسكان.
ومن هؤلاء الأطفال أويس معلم أحمد (15 عاماً)، نازح يقيم بمخيم في “بيدوا”، يوفر دخل أسرته عبر نقل الماء على ظهر الحمار وبيعه.
وفي حديثه لـ”الأناضول” قال أحمد: اضطررنا للنزوح من القرية إلى المخيم، بعد أن نفد طعامنا ومياهنا جراء الجفاف الحاد.
وأوضح أحمد، الذي فقد والده في سن مبكر ويعيش مع أمه و4 من إخوته، أنه يتحمل مسؤولية أسرته، التي لم يبق عندها ما تأكله وتشربه، ولذلك اضطر للعمل كي يوفر لهم معيشتهم.
وأضاف: فقدنا كل ماشيتنا في القرية جراء الجفاف، ولم يبق عندنا سوى حمار جلبناه معنا إلى المخيم، أنقل على ظهره 4 – 5 براميل من المياه وأبيعها وأربح دولاراً واحداً من كل برميل أعيل بها أسرتي.
ويصارع آلاف الصوماليين في أكثر من 150 مخيماً، أقيمت بالمدينة المذكورة، من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل ظروف معيشية قاسية جداً، حيث توزع المنظمات الإغاثية في تلك المخيمات وجبة طعام مع ماء لمرة واحدة في اليوم.
وفي فبراير الماضي أعلنت الحكومة الصومالية أن البلاد تعيش كارثة بسبب الجفاف، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة 343 شخصاً في الصومال منذ عام 2017م بسبب وباء الكوليرا.
وتتواصل التحذيرات الأممية من تفاقم الوضع الإنساني في الصومال وتحوله إلى كارثة إنسانية ما لم تتدخل الجهات الإنسانية للحد من أزمة الجفاف، وتخفيف معاناة المتضررين، الذين يقدر أعدادهم بنحو 6 ملايين صومالي (نحو 60% من إجمال السكان) معظمهم نساء وأطفال.