لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير ملموس على المجتمعات في الجانب الإيجابي والسلبي وينبغي معرفة الجوانب السلبية بشكل خاص للتحذير منها.. ولها حضور في العالم العربي والسعودية خصوصاً، فتجد ما يزيد على ١٢ مليون حساب في تويتر بمعدل ٥٠٠ ألف تغريدة يومياً.
تمثّل “الحسابات الوهمية” على تويتر أول محاور التوظيف السلبي وتقدر ب 20 مليون حساب، ويتم البيع بسعر متوسط 18 دولاراً لـكل 1000 متابع وهمي.. و”الشائعات” أحد محاور التوظيف السلبي على تويتر، وهناك هيئة خاصة لمكافحة الشائعات في السعودية غرّدت بأكثر من 2000 تغريدة خلال السنوات الماضية.. ومن الشائعات التي تم تداولها صورة بعنوان: “أقدم وأندر صورة للكعبة والحرم”، وهي غير صحيحة وتعود لكواليس مسلسل تلفزيوني عرض عام 2012م!
من الاستخدام السلبي لتويتر “السباب وتصفية الحسابات” كما حدث 2015 بين إعلاميين ينتمون لناديي النصر والهلال تضمن ألفاظاً نابية وعرض “فضائح”.. ومن أخطر مناحي التوظيف السلبي نشر “الفكر المنحرف” ومنه “الإلحاد” والجرأة في مهاجمة الدين مثل “ملحد سعودي” و”أبرهة” و”أساطير الأولين“.
“الغلو والتطرف” أيضاً ينتشر ويمثل حضوراً ملموساً، وداعش مثال حي للتوظيف السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، وهناك آلاف الحسابات المؤيدة للتنظيم.. وقالت إدارة موقع تويتر: إنها أغلقت 235 ألف حساب لانتهاكها قواعد النشر المتعلقة بحظر الترويج للإرهاب كما أغلق في بداية 2016م 125 ألف حساب… ومن التوظيف السلبي في تويتر “استهداف السعودية” بتضخيم موضوع الإرهاب أو الفكر المتشدد / التطرف وتقدر هيئة الاتصالات عددها بأكثر من 100 ألف يومياً.
“الفضائح وتتبع السقطات” مما ينتشر في تويتر، حيث تخصصت بعض الحسابات بذلك وبعض التغريدات تتضمن عبارات فاضحة وصوراً غير لائقة أحياناً.. وشعبية تويتر، جعله منصة عند البعض للترويج للإباحية، ورغم الجهود الكبيرة لتعطيل هذه الحسابات في السعودية.
النصب والاحتيال.. أصبح سهلاً من خلال تويتر مثل “الخطابات الوهمية” (تم في المحاكم السعودية التعامل مع ١٥٠ حالة نصب واحتيال في تويتر خلال عام).. من النصب ادعاء المرض وطلب التبرعات كما في حالة سارة أنها طفلة مريضة بالسرطان واستطاعت الحصول على الكثير من الأموال حتى تم كشف تزييف الصور.
تويتر منصة مفتوحة ومن السهولة إنشاء حساب وقد يستخدمه المسيء للترويج للفكر المنحرف أو العقائد الباطلة أو نشر الفاحشة أو الترويج للمحرمات.. من المهم تعاون الجميع للإبلاغ عن الحسابات المسيئة والتحذير من التغريدات المنحرفة وأصحابها من باب المسؤولية الجماعية للحفاظ على قيم المجتمع.
– الفيس بوك:
يعتبر المنصة الأولى في الشبكات الاجتماعية في العالم العربي.. وفي السعودية هناك أكثر من 13 مليون مشترك في الفيس بوك.. هناك توظيف سلبي ملموس للفيس بوك ،حيث وجدنا “حسابات متخصصة بالسحر والشعوذة”، وهناك العشرات من الصفحات المتخصصة في السحر من بغداد إلى المغرب.
من أخطر التوظيفات السلبية على الفيس بوك ظاهرة “جروبات الملحدين العرب”.
من التوظيف السلبي الصفحات “الإباحية” وهي كثيرة جداً وبمسميات خادعة أحياناً لتضليل الشباب والفتيات مثل دردشة أو تعارف.
الإرهاب فضلاً عن الغلو والتطرف استغل منصة الفيس وقصة أبي القعقاع الذي حاول استقطاب شاب سعودي..
نشر وترويج الفكر الليبرالي العلماني في العالم العربي (تم رصد 5 مجموعات نشطة بلغ الأعضاء فيها: أكثر من أربعين ألف عضو).
– يوتيوب:
من التوظيف السلبي عبر اليوتيوب قنوات متخصصة في “الترويج للحشيش والمخدرات”.
نشر الإباحية والترويج لها.. تستخدم بعض القنوات على اليوتيوب أسلوباً مضللاً، فتعرف بأنها تنشر الفرفشة والمواقف الطريفة وحوادث الفنانين والرقص وتمرر من خلالها مقاطع خلاعية.. وقنوات الفضائح التي تروج للسخافة والانحطاط بزعم أنها فضائح فنانين أو مشاهير.
قنوات نشر الإلحاد بين الشباب والسخرية من الدين بالذات الإسلام.
الترويج للسحر والشعوذة وأحياناً بمسميات خادعة، وقنوات التنجيم (قراءات المنجمين الفلكيين لأحداث العام الجديد 2017 حيث تم رصد أكثر من 6 آلاف مقطع على اليوتيوب خلال شهر ديسمبر عن التنبؤات).
إضافة إلى القنوات المتخصصة بـ”الترفيه” الساقط المنحرف مثل بعض قنوات الغناء والفنانين والمقاطع الفكاهية التي تمتلئ بالمشاهد الخلاعية.
– إنستجرام:
له حضور كبير، لكن للأسف استغله البعض للترويج للأفكار المنحرفة وبجرأة ومن أخطرها “الإلحاد”.
من التوظيف السلبي حسابات المبتدعة مثل الصوفية (3743 حساباً) ومحاربة التوجه السلفي (346 حساباً) وأيضا الترويج للتشيع.
نشر الرذيلة والإباحية فضلاً عن الحسابات المنافية للأخلاق (الرقص والعلاقات) والترويج للمخدرات (أكثر من مليون صفحة عن الحشيش)!
الحسابات التافهة وهي بالملايين (فرفشة، طقطقة، نكت، تفحيط).
– سناب شات:
يزخر بالتوظيف السلبي مع النفاذية العالية في السعودية (الثانية عالميا).. السعي وراء الشهرة بالتعري أحياناً كما في حال بعض الفنانات المشهورات وحتى نشر الشذوذ (البعض يقوم بتجميع سنابات المنحرفين في قناة على اليوتيوب).
سنابات “التفاهات” وهي تمثل الأكثر حضوراً ومتابعة ويتم تجميعها في قنوات متخصصة على اليوتيوب ولها مشاهدات عالية جداً.
توصيات
- من الأهمية بمكان حض الجمهور على الاستخدام الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي مع تقديم النماذج الصالحة بالذات الشبابية.
- ضرورة توعية الشباب بالجانب السلبي وخطورة المحتوى الضار في مواقع التواصل الاجتماعي عبر كافة وسائل الإعلام مع المراقبة المناسبة لما يتابعون.
- لا بد من التحذير عبر الخطب والمحاضرات والدروس والرسائل من إرسال الصور والمقاطع التي فيها ابتذال أو خلاعة ومجون أو إثارة للفتن أو سخرية.
- (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).. يجب أن تكون قاعدة فيما ينشره الشباب على مواقع التواصل.
- ضرورة وضع الأنظمة والرقابة على ما يتم نشره وتداوله بالذات فيما يخالف العقائد ويصادم الأخلاق مع المحاسبة الصارمة لمن يتجاوزه الضوابط.
——
* المصدر: موقع الأمة (بتصرف).