تعد مدينة بلاساغين الأثرية في قرغيزيا إحدى العجائب التاريخية التي تزخر بآثار ونقوش تشهد على حضارة إسلامية عظيمة.
تقع هذه المدينة شمالي البلاد، وتاريخها حافل بوقائع عظيمة، وهي تزخر بأسرار لقبائل وممالك تركية احتضنتها هذه الأرض قبل الإسلام وبعده، وتضم شواهد صخرية يطلق عليها نقوش “بابال”، وكانت هذه النقوش توضع على قبور الموتى قبل ظهور الإسلام.
اعتبرت مدينة بلاساغين من أهم الحواضر الإسلامية في تركستان المسلمة بالعصر العباسي، ومنها خرج السلاجقة الذين نصروا الإسلام وكسروا شوكة الدولة البيزنطية، فمنعوها من غزو المناطق المسلمة.
اتخذ منها الملك طاغان خان عاصمة له، وانطلق منها للفتك بجيوش الصين حتى رفع راية الإسلام فيها، وعرفت بلاساغين بقوتها العلمية، إذ كانت تضم 200 مسجد ومدرسة، وكان لها تأثير اقتصادي لوقوعها على طريق الحرير الإستراتيجي الذي كان يربط الصين والهند بأوروبا.
تواصل إشعاع المدينة القرغيزية حتى اجتاحها المغول منتصف القرن الـ13، وفي غضون أعوام قليلة قضوا عليها.