قال رادو أدريان كوسما، من رومانيا: إنه اعتنق الإسلام، رغم قلة المسلمين في موطنه، لأنه “دين منطقي، ويملأ فراغ الروح”.
وفي لقاء أجرته “الأناضول” مع كوسما، في إسطنبول، أفاد أنه من مدينة “كلوج نابوجا” شمال رومانيا، وولد في عائلة نصرانية، إلا أنه اعتنق الإسلام وعمره 18 عاما، ولا تزال العلاقة مع عائلته جميلة ويسودها الاحترام.
وأضاف المواطن الروماني (27 عاما) أن “أول ما لفت انتباهي أن الإسلام هو أهم شيء عند المسلمين، وكل حياتهم حول الدين والإسلام، ولكن عند العالم النصراني أصبح الدين آخر مسألة، الحياة أولا، وإذا بقي وقت فهو للدين”.
وعن دوافعه لاعتناق الإسلام، أوضح كوسما: “أعجبني الشرح المنطقي للأمور التي لم أجد لها جوابا في الدين النصراني، وكنت دائما عندما أسأل عن أشياء، يقولون لي آمن ولا تسأل، لأن هذه الأشياء لا يُسأل عنها”.
واستطرد “بقي فراغ في داخلي، وهذه الفراغات صعب أن تؤمن دون معرفتها منطقيا، والحمد لله، وجدت في الدين الإسلامي المعلومات التي تملأ الفراغات بشروح منطقية”.
وعن كيفية تعرفه على الإسلام، قبل أن يدين به، قال كوسما: “كنت متدينا، أذهب إلى الكنيسة وأقرأ عن الدين، وبدأت التعرف على الديانات بشكل عام، ولم يكن قصدي أن أعرف الإسلام بالتحديد، حيث بدأت بديانة اليهود، وبديانات الهند، وأن أعرف عنها كثقافة”.
وأخيرا، يضيف كوسما، “بدأت بالإسلام، وأصبحت أقرأ في البيت وحدي، ولأنه لم يكن لدي كتاب، كنت أقرأ في الإنترنت والمنتديات بالإنجليزية، فأنا لا أعرف العربية، وبالرومانية المعلومات قليلة جدا وسيئة”.
ومع مرور الوقت، “بدأت المعلومات الإسلامية تعجبني، وبعد 3 سنوات أدركت أن الإسلام ديني أصلا”.
واستفاض شارحا، “أنا مؤمن بهذه الأشياء التي قرأتها عن الإسلام، وبدأت أفكر كيف أصبح مسلما، طبعا من الإنترنت عرفت أنه يمكن أن تكون مسلما بتلفظ الشهادة، فبدأت البحث عن مركز إسلامي في مدينتي لأنطق بالشهادة”.
ومن خلال بروفسور نصراني، تعرف المواطن الروماني على المركز الإسلامي الثقافي في مدينته، حيث “ذهبت إلى هناك ووجدت الإمام عربي يتحدث الرومانية، فجلست معه وأخبرته بنيتي، فمنحني كتبا ونسخة من القرآن الكريم، مترجمة إلى الرومانية”.
بعدما قرأت هذه الكتب، يقول كوسما، عدت إلى المركز و”لفظت بالشهادة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأصبحت مسلما، وتعلمت كيف أتوضأ وأصلي، ودرست فروض الصلاة، وباقي الأمور التي على المسلم أن يعرفها”.
أما فيما يخص ردود الأفعال التي حصلت جراء إسلامه من عائلته ومجتمعه، أوضح “قبل أن أدخل في الإسلام تحدثت مع عائلتي بنيتي دخول الإسلام، فأول رد منهم كان غضبهم مني، لأنهم يخافون علي، فقد رأوا في الإعلام أن المسلمين إرهابيين”.
لكن بعدما شرح لأفراد عائلته الكتب، التي حصل عليها من المركز الإسلامي، رأوا الإسلام “مختلفا عما في الإعلام”، ووافقوا على مسلكه.
وفيما يتعلق بصداقاته، وسط مجتمع يدين 97% منه بالمسيحية، قال كوسما، “أن يصبح لك صديق مسلم، فهذا شيء جديد وغريب في رومانيا، ونادرا ما تجد في المجتمع أصدقاء مسلمين رومانيين، لكن يمكن أن تجد من أصولهم عربية”.
ومع ذلك، حظي كوسما، بالقبول من أصدقائه وجيرانه المسيحيين، ومن أساتذته بالجامعة التي درس بها، ودائما ما كانوا يسألونه عن أنهم “سمعوا كذا وكذا عن الإسلام، فهل هذا صحيح؟ وهل صحيح ممنوع شرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، وتصلون 5 مرات يوميا، وتصومون شهرا كاملا؟”.
والحال كذلك، اهتم كوسما، بالقراءة أكثر “حتى لا يقول، لا أدري”، عندما يسأله أصدقائه ومعارفه.
وللتفقه أكثر، بحث المواطن الروماني، الذي كان يدرس الطب البيطري، عن بلد مناسب لدراسة العلوم الإسلامية، فوجد فرصاً في بلدان مثل مصر سورية والأردن، لكن بناء على نصائح من إدارة المركز سافر إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
ومطلع 2017، حاز كوسما، على بكالوريوس (ليسانس) من الجامعة الأردنية في أصول الدين، غير أنه يخطط، حاليا، للاستمرار في الدراسة، خصوصا تفسير القرآن الكريم، بتركيا لـ”جودة التعليم”.
وختم حديثه، موجها رسالة إلى المسلمين بأن “يقرؤوا كثيرا، ويتعلموا، لأنه عبر العلم نتغلب على الجهل والمفاهيم الخاطئة، وبالقراءة والدراسة يمكن الشرح والفهم، بأن الإسلام ليس الإرهاب، بل هو دين وسهل، وليس هناك تشدد في الإسلام”.