تحل الذكرى السنوية لانتفاضة الأقصى، التي اندلعت في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر 2000م، عقب اقتحام أرئيل شارون المسجد الأقصى بقوة السلاح.
الأسرى في سجون الاحتلال في حديث معهم أكدوا لـ”المجتمع” أن ذكرى انتفاضة الأقصى هذا العام جاءت مع بشائر المصالحة الفلسطينية، ووجود أفق أمام الأسرى للتحرر من سجون الاحتلال.
سجن النقب الصحراوي من أكبر السجون التي تضم في أقسامها ما يزيد على الألفي أسير، كان للأسرى كلمتهم فيه في هذه الذكرى التي دفع الشعب الفلسطيني فيها فاتورة باهظة من الشهداء والأسرى والجرحى، واجتياح المدن الفلسطينية ومحاصرة المقاطعة في رام الله مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات.
الذكرى أليمة
الأسير في قسم (رقم 5) أبو رامز قال: ذكرى انتفاضة الأقصى لها في نفوسنا كأسرى خصوصية من حيث انطلاقتها من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى وتهويده من قبل الاحتلال، وأنا صدر بحقي حكم عالٍ بالسجن الفعلي لمدة 21 عاماً لمشاركتي في فعاليات انتفاضة الأقصى وتلبية نداء القدس عنوان قضيتنا، والكثير من الأسرى صدرت بحقهم أحكام عالية بسبب الانخراط في مقاومة الاحتلال، وآلاف السنوات من الأحكام حملها الأسرى في ذكرى انتفاضة الأقصى الـ17.
وأضاف: حلول ذكرى انتفاضة الأقصى يعيد شريط الذكريات إلى الوراء، فهناك ملاحم قوية حدثت في تلك الفترة، منها ملحمة مخيم جنين العظيمة، حيث سطر الشعب الفلسطيني بكل فصائله ملحمة بطولية دفاعاً عن المسجد الأقصى وأذاق جيش الاحتلال مرارة الهزيمة.
ذكرى مع مصالحة
الأسير عماد من سجن النقب قال: حلول ذكرى انتفاضة الأقصى هذا العام له خصوصية مميزة، من حيث حدوث انفراجة في الوضع الداخلي وإنهاء الانقسام، وعودة اللحمة، وهذا ما أنعشنا كأسرى، فالمصالحة سيكون لها آثار جيدة علينا كأسرى في الدرجة الأولى.
وأضاف: أذكر كيف تم اعتقالي ومحاكمتي في محكمة سالم بسبب انخراطي في مقاومة الاحتلال تلبية لنداء الأقصى، وكيف أن القاضي العنصري زاد حكمي بشكل استفزازي لأنني تحدثت عن حقنا في الدفاع عن أقصانا وقدسنا، وعندما سمع كلامي رفع الحكم من عشر سنوات إلى 18 عاماً، ورفض الصفقة، معتبراً أن حديثي إصرار على ما قمت به وعدم إظهار الندم، وتقبلت زيادة الحكم بصدر رحب لأن الأسير دخل السجن من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى وكل شيء من أجله يهون.
ذكرى تنكأ الجراح
أما الأسير الجريح أبو خطاب قال في حديث معه: جرحي كان في عام 2003م، في كمين للقوات الخاصة وسط مدينة قلقيلية، والتهمة تنفيذ عملية إطلاق نار على دوريات الاحتلال حول قلقيلية، وخلال المحاكمة ذكرت النيابة العامة أنني قمت بتنفيذ عمليات إطلاق نار من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، عندها شعرت براحة نفسية أن دمي سال من أجل المسجد الأقصى، وأن المحكمة العسكرية ستحاكمني بهذه التهمة التي لها مكانة في قلبي.
وأضاف: أن تكون أسيراً من أجل المسجد الأقصى يعني أنك في قمة السعادة، وفي ذكرى هذه الانتفاضة أتمنى أن أصلي في المسجد الأقصى رغماً عن الاحتلال وإجراءاته.