أدت خدمات البيع بالتجزئة عبر الإنترنت إلى إنتاج أطنان من النفايات في الصين مع اتساع شبكة التجارة الإلكترونية فيها وافتقار البلد إلى نظام فعال لتنظيم تعبئة وتغليف السلع المشتراة عبر الإنترنت.
وتشير تقارير محلية إلى أن مليارات القطع من السلع التي يتم تسليمها للمستهلكين سنوياً تخلّف أطناناً من الأكياس البلاستيكية وصناديق الورق المقوى التي تحتوي على مواد كيميائية تسبب أضراراً بالغة بالبيئة ما لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
وهناك أكثر من عشرين مليار قطعة من السلع سلمت للمستهلكين في الصين خلال العام الماضي عبر طرود بريدية خلّف تغليفها أكثر من عشرة مليارات كيس بلاستيكي، ومثلها من صناديق الورق المقوى و17 مليار متر من الأشرطة اللاصقة.
ويواجه الصينيون، الذين يشكلون خُمس سكان العالم ويخلفون معظم نفاياته، تحديات التلوث البيئي الناجم عن مخلفات قطاع البريد السريع الذي تقدر السلطات تضخم حجمه ليصل إلى 50 مليار طرد بحلول عام 2020.
ويؤكد ليو خوا، من منظمة السلام الأخضر، في حديثه لـ”الجزيرة”، أن أكياس البلاستيك والأشرطة اللاصقة المستخدمة في تغليف الطرود تحتاج إلى 100 سنة لكي تتحلل بعد دفنها لتتحول بعد ذلك إلى مواد كيميائية بالغة الضرر على التربة، أما حرقها فينتج كميات هائلة من انبعاثات الكربون في الأجواء.
ويطالب خبراء البيئة الصين باستحداث تقنيات أكثر فاعلية من الدفن والحرق للتخلص من مخلفات البريد السريع، في حين يرى آخرون أن الحل يكمن في إصلاح نظام مخلفات البريد السريع بالكامل، مثل استخدام مواد تغليف غير ضارة بالبيئة وبكميات أقل، وكذلك عدم تمزيق المستهلكين صناديق الطرود عند فتحها ليعاد استخدامها مرة أخرى.