بعد كتاب “نار وغضب” الذي تصدر قوائم المبيعات بتناوله غير المسبوق للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، صدر، أمس الإثنين، كتاب جديد بعنوان “جنون الإعلام” (Media Madness) الذي يصور هوس الرئيس الأمريكي بالصحافة، وكيفية تقييمه الموظفين في إدارته على أساس مستوى دفاعهم عنه في القنوات التلفزيونية.
الكتاب من تأليف الصحفي والناقد الإعلامي هوارد كيرتز، العامل حالياً في قناة “فوكس” المحافظة المؤيدة لترمب، الذي عمل سابقاً في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وموقع “باز فيد”، وشبكة “سي إن إن”، ورغم ذلك فإنه يتفق مع كتاب مايكل وولف الأخير “نار وغضب”، بشأن الفوضى المنتشرة في البيت الأبيض، التي تعود إلى سلوك ترمب نفسه في أغلب الحالات، حسبما أفادت صحيفة “جارديان” البريطانية.
وحصلت “جارديان” على نسخة من الكتاب المرتقب، وأفادت أنه يتطرق إلى هوس ترمب بالمؤسسات الإعلامية، إلى درجة مهاتفة صهره، جاريد كوشنر، كل صباح، ليسأله عن جديد ما نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مضيفة أن ترمب يبدأ يومه بقراءة صحف “نيويورك تايمز” و”نيويورك بوست” و”وول ستريت جورنال” و”واشنطن بوست”، وأنه لا يستعرض ولا يقرأ ما في المواقع الإلكترونية لكنه، كما هو معروف، ناشط جداً في “تويتر”، كما أنه يشاهد مؤتمر البيت الأبيض الصحفي اليومي، ويستخدم مسجل الفيديو الشخصي “تيفو” (TiVo) لتسجيل ما فاته من برامج على القنوات الفضائية.
ويشير الكتاب إلى علاقة ترمب بالإعلام وعلاقاته بالعاملين في البيت الأبيض وطلبه منهم الولاء الكامل دائماً، وإلى أنه يقيس هذا الولاء بمدى دفاعهم عنه في وسائل الإعلام، مع التأكيد أن حساسية ترمب تجاه الإعلام الأمريكي غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الأمريكية.
ويكشف أنه في مرات عدة، حين يشاهد ترمب ضيوفاً يدافعون عنه بشراسة على التلفزيون، كان يطلب من سكرتيره الصحفي (السابق)، شون سبايسر، مهاتفتهم وإخبارهم أن الرئيس يقدّر ما فعلوه، أما حين يتابع تقريراً ينتقده، فيلجأ إلى “تويتر” لتدمير البرنامج أو الشبكة المعنية.