دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بشكل فوري، يشارك فيها الشعب الفلسطيني، لتجديد الشرعيات انطلاقاً من التمسّك بالثوابت الوطنية.
وجاءت دعوة هنية في خطاب ألقاه بمنزله في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، بمناسبة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله بغياب حركته وحركة “الجهاد الإسلامي” والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقال هنية، حسب الموقع الرسمي لحركة “حماس”: إنّ فلسطين والقدس لن تكونا أبداً لغير أهلها الشرعيين، وإنّ “صفقة القرن” التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لن تمر، موضحاً أنّ معالم الصفقة والمؤامرة تتضح يوماً بعد يوم حيث في المركز منها القدس واللاجئون.
ولفت إلى أنّ تزامن التصريحات الأمريكية و”الإسرائيلية” حول الصفقة مع ترتيبات نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة تؤكد “خطورة الوضع الراهن للقضية الفلسطينية”، داعياً إلى وحدة فلسطينية حقيقية لمواجهة هذه المخاطر، التي قال: إنّ حركته قدمت كل ما طلب منها لضمان الوحدة لأنها الطريق الوحيد القادر على تعطيل وإفشال مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
وعن المجلس الوطني، الذي ينعقد اليوم في رام الله، قال هنية: “أي مجلس لا يحمل بشكل عملي مفهوم الوحدة، مجلس لا يعبر عن الكل الوطني، بل يمس بشكل صارخ وحدة شعبنا ويضرب المنظمة وشرعيتها وجدارة تمثيلها لكل أبناء شعبنا الفلسطيني”.
وأوضح رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” أنّ الرئيس محمود عباس يرغب بالحصول على شرعية مضروبة لقيادة منبثقة عن المجلس الوطني والتفرد بالقرار الوطني، متسائلاً عن المغزى من الحرص على عقد المجلس الوطني بـ”أي شكل وأي ثمن دون أدنى حرص على وجود الكل الفلسطيني فيه؟”.
وذهب هنية إلى القول: إن المغزى الحقيقي لعقد المجلس الوطني يشير بوعي وبغير وعي إلى مشاريع هزلية رفضها الشعب الفلسطيني، داعياً كل حريص للعمل من أجل استعادة منظمة التحرير الفلسطينية و”نقدر موقف كل من تصرف بشجاعة حفاظاً على وحدة شعبنا”.
ولفت إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية على هذا النحو المختل لا تمثل إلا فريقا يُصرُّ على طريق المفاوضات الفاشل ويستمر في التنسيق الأمني ويرفض كل أشكال المقاومة بما فيها المقاومة الشعبية، مطالباً بإعادة بناء مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير باتفاق وطني وفق كل الاتفاقات التي عقدت في القاهرة وبيروت.
3 أشياء
وتوقع هنية أنّ يخرج عن المجلس الوطني ثلاثة أشياء، بيان سياسي ومجلس مركزي ولجنة تنفيذية لا تضم حماس والجهاد الإسلامي، موضحاً أنّ الخيار المفضل لدى حركته كان يتمثل في تأجيل عقد المجلس الوطني وإعطاء المجال لعقد حوار وطني شامل بهدف الاتفاق على رزمة شاملة تتضمن البرنامج السياسي وتفعيل المجلس التشريعي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لإجراء انتخابات عامة.
وألمح إلى العمل من أجل تشكيل إطار مواز للمنظمة، حيث أكدّ أن حركته “ستضطر لاتخاذ مواقف واضحة للحفاظ على مصالح شعبنا وتمثيله الحقيقي”.
وعن الإجراءات العقابية تجاه قطاع غزة، التي وصفها بالانتقامية، قال هنية: إنها تأتي ضمن مخطط مرسوم وليس مجرد ردود فعلٍ على أحداث، مشيراً إلى أنّ الهدف من التفجير الذي أصاب موكب رئيس حكومة الوفاق مؤخراً “تنفيذ حزمة إجراءات عقابية وقصاص سياسي ضد أهلنا في قطاع غزة بما فيها مجزرة الرواتب”.
ولفت كذلك إلى أنّ “التفجيرات هدفت إلى عرقلة الترتيبات لمسيرة العودة وكسر الحصار وخلق فوضى أمنية في قطاع غزة”، مشيراً إلى أنّ “المخطط الذي أُعِدّ لقطاع غزة كان خطيراً جداً، إلا أنه فشل برعاية الله، ثم بجهود الأجهزة الأمنية ووعي شعبنا الفلسطيني”.