– الهدمي: الرسالة القادمة من انعقاد المجلس الوطني للمقدسيين هي زيادة شهية الاحتلال في تهويد القدس
– عمرو: صفقات يراد تمريرها بأي ثمن باسم الشعب الفلسطيني
– أشتيوي: لن يكون لهذا المجلس أي تأثير
دورة المجلس الوطني في مدينة رام الله التي أطلق عليها بالدورة العادية، لم تحمل رسائل تفاؤل للفلسطينيين في الداخل والخارج، لمقاطعة فصائل فلسطينية وازنة مثل حماس والجهاد والجبهة الشعبية وغير من الفصائل الأخرى والشخصيات الفلسطينية التاريخية.
مختصون ومواطنون أكدوا في حديث معهم أن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في هذه الظروف سيؤدي إلى توجيه ضربة قاصمة لكل القضايا المهمة وفي مقدمتها القدس المحتلة.
المحلل السياسي المقدسي ناصر الهدمي تحدث قائلاً: في البداية كل من ذهب من القدس ليمثل القدس لا يمثلون نبض الشارع المقدسي وطلب مني الذهاب إليهم لتحميلهم رسالة أهل القدس وكان ردي: من يذهب ليمثل أهل القدس لا يمثل غالبية المقدسيين، بل يمثل نفسه فقط.
تهويد القدس
وأضاف: ينعقد هذا المجلس الوطني ليضيف فرقة جديدة وتشرذم فوق تشرذم فاتفاقية أوسلو فرقت الشعب الفلسطيني وأتى هذا المجلس ليزيد الفرقة والعذاب، فأهل القدس كانوا ينتظرون سماعاً عن مصالحة جديدة ووحدة وطنية تزيد من اللحمة ومتانة الصف، إلا أن الرسالة القادمة من انعقاد المجلس الوطني للمقدسيين هي زيادة شهية الاحتلال في تهويد القدس وقضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، كما أن الأمل في نفوسنا قد ضاع بعد إصرار القائمين في السلطة على عقد المجلس الوطني في هذا الوضع الذي لا يسر الصديق.
تفرد وانقسام
المقدسي د. جمال عمرو قال: بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن كل من يتوافق معنا، نرفض قطعياً انعقاد الوطني في رام الله ونرفض كل ما يتمخض عنه من قرارات، وكلنا على ثقة بأن هذا المجلس الانفصالي لا يمثل سوى أقلية من الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن أغلبية الشعب ليسوا ملزمين بمخرجات هذا التفرد الخطير في هذه المرحلة الخطيرة والتي تنبئ بأن هناك صفقات يراد تمريرها بأي ثمن باسم الشعب الفلسطيني.
وأضاف: ندعو إلى وحدة الصف تحت شعار القدس تجمعنا وعقد مؤتمر توافقي شامل بعيداً عن بساطير الاحتلال في أي عاصمة عربية مثل عمان أو الجزائر أو غيرها.
بدوره، د. محمد أشتيوي، أستاذ العلوم السياسية والإعلام في جامعة خضوري في طولكرم، قال في حديث معه: هذا يوم حزين في تاريخ القضية الفلسطينية، يتعزز فيه الانقسام والتفرد والإقصاء، وتفرح “إسرائيل” التي يعقد المجلس الوطني على عينها.
وأضاف: حزب السلطة المتمثل بحركة فتح مع فصائل هامشية ذهبوا إلى عقد المجلس الوطني الذي يفترض فيه أن يمثل الكل الفلسطيني، وهنا يتساءل المرء، كيف سيكون هذا المجلس الوطني فيه التمثيل للكل الفلسطيني وحركات وازنة ولها تأثير غائبة عنه، فهذا المجلس بهيئته الحالية يشكل حالة من التفرد ولن يكون له صفة تمثيلية.
ومن مدينة رام الله اعتبر المحلل السياسي علاء الريماوي تركيبة المجلس الوطني الحالية على النحو التالي 80% من الشخصيات المؤثرة لحركة فتح، و10% شخصيات قريبة من حالة الوفاة و10% شخصيات تحاول الالتحاق بركب حركة فتح، لذا سيكون المجلس الوطني بهذه التشكيلة أحد أذرع مكتب الرئيس في المقاطعة وسيشكل مجلس استشاري للسلطة، بعد مقاطعة أحزاب قوية في الشارع وشخصيات لها تأثير وارث نضالي كبير.
وأضاف: لست متفائلاً بوجود منجزات للمجلس الوطني بعد انعقاده ولا متوقع أي إضافات جديدة، فالمجلس المركزي سبقه بقرارات كانت من الناحية النظرية والعبارات اللغوية قوية جداً، إلا أن هذه القوة استخدمت ليست باتجاه المحتل بل باتجاه قطاع غزة وفرض العقوبات العقابية عليه، لذا هذا المجلس الوطني سيكون الفرخ المولود للمجلس المركزي وبنيته ستكون الأسوأ والبرنامج السياسي للمجلس الوطني سيكون لصيق لحالة الانحدار الحالية.
انتحار سياسي
ويرى الناشط الشبابي محمد زيد من مدينة قلقيلية في انعقاد المجلس الوطني بهذه التشكيلة بانها حالة انتحار سياسي، فالشعب الفلسطيني يواجه تحديات مصيرية، ولا بد من وجود وحدة وطنية قائمة على الشراكة وليس الإقصاء، فالسرعة التي يعقد فيها المجلس الوطني بدون الالتفات إلى الدعوات من الداخل والخارج لتأجيل انعقاده حتى تستقر الحالة الفلسطينية ويكون هناك تمثيل للكل الفلسطيني، ووجود مصالحة تؤسس لمرحلة نضال جديدة وتقف أمام كل المؤامرات ومنها ما يسمى بـ”صفقة القرن”، والكل يتساءل: هل هذا المجلس الوطني بشكله الحالي سيقف أمام مؤامرات كبيرة وخطيرة مثل “صفقة القرن” التي تهدد الوجود الفلسطيني ومدينة القدس وما تبقى من أراض في الضفة الغربية والقضاء على قضية اللاجئين.
وشدد زيد قائلاً: نحن في محافظة قلقيلية أصبحنا منكوبين بالجدار والاستيطان أكثر من غيرنا، فهل سيكون هناك مجلس وطني جديد يقف أمام هذه التحديات وينقذنا من مصادرة حياتنا قبل أرضنا، من وجهة نظري لن يكون لهذا المجلس أي تأثير بل سيزيد حالة التردي في الوضع الفلسطيني وستكون هناك مطالبات لإيجاد كيان بديل عنه، لأن الخارجين عن تركيبة هذا المجلس أكثر بكثير من الممثلين بداخله وهذه طامة كبرى.
أما المواطن عادل غانم من محافظة قلقيلية قال: أنا أريد مجلساً وطنياً يدعمني في مقاومة الاستيطان على أرضي، وأن يكون هناك قوة في الأداء ولا أريد وعوداً وهمية، فمنذ احتلال عام 1967 ومنذ النكبة نسمع بالوعود وقد أن الأوان كي يكون لدينا مجلس وطني له قوته وتأثيره على أرض الواقع.
بدوره، قال المزارع عبدالله زيد من قلقيلية: أنا مزارع بسيط لكن من خبرتي في الحياة ومقارعة الاحتلال في الثبات على أرضي خلف الجدار العنصري، الاحتلال يخشى أي قوة لدى الفلسطينيين، ويفرح لأي ضعف، والمجلس الوطني إذا كان قوياً ينعكس علينا كمواطنين وإذا كان ضعيفاً فالكارثة ستحل علينا من جديد.