شهدت الساحة الأوروبية في شهر رمضان المبارك ارتفاعاً ملحوظاً في الخطابات المعادية للإسلام “الإسلاموفوبيا”، من قبل السياسيين المعروفين بخطاباتهم اليمينية المتطرفة والعنصرية.
وتُظهر بيانات جمعها مراسلو “الأناضول” في أوروبا، استهداف المسلمين بشكل أكبر خلال رمضان، بمواقف معادية تنشر الكراهية والإساءة إلى الدين الإسلامي، من قبل شخصيات سياسية عنصرية.
وتشير البيانات إلى تسجيل حوادث وخطابات “الإسلاموفوبيا” بشكل أكبر في دول مثل بلجيكا وهولندا، والدنمارك، وفرنسا، والسويد، وألمانيا.
بلجيكا
يُعرف حزب “المصلحة الفلمنكي”، الشهير بسياساته العنصرية واليمينية المتطرفة، باستهدافه المستمر للمجتمع المسلم في البلاد.
ونشر فيليب ديوينتر، وهو أحد أبرز قادة الحزب، أكثر من 20 منشوراً على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، تحوي عبارات معادية للإسلام في الأيام العشرة الأولى من شهر الصيام.
واحتج ديوينتر على توزيع بلدية مدينة “أنتويرب” وجبات سحور على المسلمين، وقال في منشوره محرضاً على إهانة شعيرة الصيام: “شواء في رمضان، والقائمة تضم خنزيراً ومشروبات كحولية”.
من جانبها، أعلنت عضو الحزب ملكة جمال بلجيكا لعام 1991، أنكي فان ديرميرش، عزمها فتح دعوى لدى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ضد القرآن الكريم، في أول أسبوع من رمضان.
وكانت ديرميرش قد نشرت سابقًا على غلاف كتاب لها، صورة امرأة تدوس على القرآن الكريم بحذائها.
هولندا
زعيم حزب الحريات المعروف بموقفه المعادي للمسلمين، غيرت فيلدرز، أعلن مطلع الشهر الفضيل عزمه تنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية بعنوان “سيدنا محمد” أمام مبنى البرلمان الهولندي، ليضع بصمته في محاولة لاستفزاز للمسلمين مجددًا.
وعقب إعلان فيلدرز، أعادت “هيئة الإذاعة العامة الهولندية” نشر فيلم ترويجي قصير لحزب الحريات يحوي عبارة “الإسلام قاتل”، كان الحزب يستغله في الانتخابات المحلية.
وإثر تقديم شكاوى ضد الإعلان الترويجي لحزب الحريات، رأت النيابة العامة أن الفيلم “لا يحتوي على أي تمييز أو إهانة ضد جماعة، ولا يحرض على العنف”.
بدورها، أطلقت حركة “وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب” (بيجيدا) المعادية للإسلام والمهاجرين، حملة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “فليولّي رمضان”.
كما أعلنت الحركة نيتها تنظيم حفلات شواء بلحم الخنزير (كونه محرماً وفق الديانة الإسلامية) في أماكن قريبة من المساجد، في مواعيد محددة خلال رمضان.
الدنمارك
وفي أكثر حادثة مثيرة للجدل في أوروبا خلال شهر رمضان، قالت وزيرة الهجرة والاندماج إنغر ستويبرغ، المكلفة بتوفير الانسجام بين أطياف المجتمع في البلاد: “يجب على المسلمين الصائمين أخذ إذن من أماكن عملهم لتجنب الإضرار بالمجتمع الدنماركي”.
وأضافت أن الأشخاص الذين يعملون وهم صيام “يعرضون المجتمع للخطر”، حيث تعتبر هذه التصريحات مساعي لتقسيم المجتمع بدل تكامله.
فرنسا
استهدف عدد من السياسيين في رمضان رئيسة اتحاد الطلبة بجامعة السوربون، ريم بوجيتو، كونها مسلمة ومحجبة.
وقال وزير الداخلية جيرار كولومب، في تصريحات على قناة “BFM” الفرنسية، بخصوص الإصلاحات التعليمية، مستهدفاً بوجيتو: “هذا أمر صادم، هذه مساع لنشر الدين”.
وأضاف: نرى بعض الأشخاص يهدفون للقيام باستفزازات عبر هذه الرموز الدينية، في إشارة إلى الحجاب الذي ترتديه.
من جانبها، نشرت مجلة “شارلي إبدو” الساخرة، صورة كاريكاتيرية على غلاف المجلة الأسبوع الماضي، لمريم بوجيتو، تتضمن “إهانة وعنصرية”، عبر رسمها على شاكلة “قردة”.
السويد
استهدف يان جونسون، المدير السابق لمجلة “سامتيدن” الوسيلة الإعلامية للحزب الديمقراطي الاشتراكي السويدي اليميني المتطرف، المسلمين خلال شهر رمضان عبر رسوم كاريكاتيرية.
وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، نشر جونسون رسوماً كاريكاتيرية مهينة للمسلمين، أحدها يحتوي على مجموعة أطفال يرمون طفلة بالحجارة، والأخرى لشخصين يرتديان ملابس عربية تقليدية، ويجلدان آخر مرفقة بعبارة “أنا وأبي في العمل”.
وإثر المنشور، بدأت النيابة العامة في البلاد تحقيقًا بحق جونسون بتهمة “الكراهية”.
اعتداءات على المساجد
تعرض مركز إسلامي بمدينة راباللو، شمال غربي إيطاليا، الأسبوع الماضي، لـ”اعتداء عنصري”، حيث ترك المهاجم وراءه رسومات لصلبان معقوفة (ترمز إلى النازية)، وكتابات مسيئة للإسلام على جدران المسجد، ومزّق عدة مصاحف وسرق صندوق الزكاة وعدداً من مستلزماته.
وفي السويد، أقدم مجهولون مطلع رمضان على إحراق مسجد في مدينة “هسلهولم”، إذ تسببت النيران في إلحاق أضرار بالغة بالمسجد، وهو مكان العبادة الوحيد للمسلمين في المنطقة.
وكما المعتاد، واصل أنصار منظمة “بي كا كا” الإرهابية اعتداءاتهم ضد المساجد، حيث شهد الأسبوع الماضي قيام مؤيدين للمنظمة بكتابة عبارات تهديد على جدران أحد المساجد في مدينة “أردمانهاوزن”، بولاية “بادن-فورتمبيرغ”، جنوبي ألمانيا.