دعا ناشطون أردنيون وعرب المملكة الأردنية الهاشمية إلى فتح الحدود أمام آلاف المدنيين النازحين في درعا جنوبي سورية من قصف النظامين السوري والروسي.
وطالبوا من خلال وسم أطلقوه بعنوان “افتحوا الحدود” المتصدر قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولاً في الأردن، إنقاذ السوريين من العملية العسكرية في درعا، فيما تصر الحكومة الأردنية على إغلاق الحدود أمام النازحين.
وإثر تكثيف النظام هجماته على المنطقة اضطر أكثر من 150 ألف شخص إلى النزوح للحدود السورية الأردنية في درعا، والشريط الحدودي مع الجولان الذي تحتله “إسرائيل”، فيما وصل عدد القتلى إلى 200 شخص.
ويصف النازحون أوضاعهم بـ”الكارثية”، نظراً لأعدادهم الكبيرة وعدم وجود مكان آمن وانعدام المساعدات الإنسانية وعدم توافر الخيام، ما يجبرهم على قضاء نهارهم تحت أشعة الشمس الحارقة.
كارثة إنسانية
وناشد الحاج أبو محمد من ريف درعا، الملك عبد الله، السماح للنازحين السوريين بالدخول إلى بلاده وإنقاذ من تبقى من الشيوخ والأطفال والنساء، وحمايتهم.
وأضاف أبو محمد أننا نعيش أسوأ كارثة إنسانية منذ سنوات، والغريب أن العالم كله يريد أن يقدمنا ضحية لنظام الأسد، والجميع يرى المجازر والمعاناة لكن يغمضون أعينهم عنها ويتجاهلون معاناة الناس.
وطالب الشيخ عمار الحميدان بإنقاذ السكان من مجزرة كبيرة بعد محاصرتهم على الحدود مع الأردن، واقتراب قوات النظام والميليشيات الأجنبية من المناطق الحدودية، فضلاً عن الاستهداف المباشر لأي مركبة تحاول الخروج إلى منطقة الجولان المحتل عبر الريف الغربي لدرعا.
ودعا الحميدان جميع المنظمات الإنسانية والعلماء المسلمين بالضغط على الحكومة الأردنية لإدخال المحاصرين عبر حدودها، وتحمل مسؤولياتها في حمايتهم وإنقاذهم.
عجز دولي
الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية يقول: لا أحد ينكر أوضاع الأردن الاقتصادية، لكن هذه الأوضاع ليست مبرراً لإغلاق الحدود في وجه الفارين من شبح الموت من أهلنا في سورية.
وأضاف: افتحوا الحدود حملة مهمة، لكن مطلوب حملات أخرى لدعوة الأنظمة العربية التي تقدم المليارات لترمب أن تساعد الأردن في استضافة الأشقاء السوريين.
ويقول الإعلامي الأردني ياسر أبو هلالة: افتحوا الحدود ليس نداء خاصاً بالحكومة الأردنية إغاثة للمستضعفين في سورية هو نداء من القلب للعالم كله وخصوصا العربي، لا أستثني قطر والإمارات والسعودية، مضيفاً: هؤلاء أهلنا يواجهون حرباً دولية من نظام مجرم واحتلال إيراني وروسي.
ويقول الناشط السوري مجاهد ديرانية: الشعب الأردني المُثقَل بالضرائب والديون تناسى معاناته التي خرج من أجلها إلى الشوارع قبل بضعة أسابيع وتفوّق على نفسه قائلاً: “افتحوا الحدود، بنقسم الخبزة نصّين.
ويضيف: مرة أخرى تُثبت الشعوب -بتضحياتها العظيمة- أنها أهل للحرية والحياة. تحيّة من القلب للشعب الأردني النبيل.
ويغرد الناشط الأردني نيكلاوس خوري على “تويتر” قائلاً: صح الأردن إمكاناته ضعيفة واستقبل حصته وزيادة من اللاجئين ولم يعد بمقدوره استقبال المزيد، لكن لما الموضوع يكون فيه دم ويكون في ناس معرضة للخطر والموت وتلجأ إلنا، هون تسقط الأرقام ويسقط المنطق ويسقط أي منظور آخر غير الإنسانية وتسقط كل المبررات والموانع.
وتقول الإعلامية في قناة “الجزيرة” روعة أوجيه: ما يصدمني دائماً في سورية هو العجز الذي يبدو على المجتمع الدولي أمام كلّ سيناريو يتكرّر بحذافيره في كلّ منطقة، لماذا على المدنيين أن يدفعوا ثمن التخاذل والتراخي والمعايير المزدوجة؟ افتحوا الحدود ليس نداءً للأردن بل للمجتمع الدولي!
وقبل أسبوعين بدأت قوات النظام السوري بدعم من المليشيات التابعة لإيران وإسناد جوي روسي، عملية عسكرية للسيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة جنوبي سورية، وتمكنت من التقدم في عدد من البلدات شرقي درعا أبرزها “بصر الحرير”.