بسم الله الرحمن الرحيم، القائل لرسوله الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيمِ) (سورة القلم آية 4)، وأصلي وأسلم على القائل: “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيّ”([1]). والقائل: “إنَّ مِن خيارِكم أحاسِنكم أخلاقًا”([2]). وبعد:
يقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبدْ قلوبهمُ فطالما استعبد الإحسان إنسان
أخي الداعية : إن من أسهل وأيسر الطرق للوصول إلى قلوب الناس وهدايتهم هو “حسن الخلق”، فكم من أُناس اهتدوا من الظلمات إلى النور ومن الكفر إلى الإسلام بسبب حسن الخلق، بل إن دولًا كثيرة، مثل (ماليزيا وإندونيسيا) لم يدخلها الإسلام إلا عن طريق حسن أخلاق التجار العرب المسلمين، فحسن الخلق مفتاح القلوب، وليس هذه فائدته فقط، بل إن أول مستفيد من هذه الخصلة هو أنت أيها الداعية، فتعال معي نستمع لبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما يمتدح هذه الصفة، فيقول: “إنَّ المؤمنَ ليُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصائمِ القائِم”([3]). وقال: “إنّ مِنْ أَحَبَّكم إليَّ وأقربكم منَّي مَجْلِسًا يوم القيامة أَحاسِنَكُم أخلاقا”([4]).
فانظر يا أخي الداعية لعظم هذه الخصلة، كيف أنَّ من تخلّق بها يبلغ درجة الصائم القائم، ويكون يوم الفزع الأكبر بجانب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنّ المؤمن ينال الخيرية بهذه الصفة، كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
قال الشاعر :
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت فإن همُو ذهبَتُ أخلاقهم ذهبوا
وفي الختام :-
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها، إنه لا يصرف عنا سيئها إلا هو، وأن يبلغنا حُسْنًا في الأخلاق نرقى بها في الجنان، إلى مراتب الأبرار، بجانب النبي المختار، والحمد لله العزيز الغفار.
الهوامش:
([1]) رواه الترمذي (رقم/ 1925) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
([2]) رواه البخاري (رقم / 6035)، مسلم (رقم/ 5987)