يحاول المستوطنون استباق خطة الضم في الأغوار من خلال تنفيذ مشاريع على الأرض، لإثبات وجودهم وفرض حقائق على الأرض.
في الآونة الأخيرة، انتشر فتية وشبان من المستوطنين يرتدون قمصاناً كتب عليها باللغة العبرية “أرتصينو”؛ أي “أرضنا”، في منطقة الأغوار، ونفذوا مشاريع ذاتية منها تسييج أراض للمواطنين.
ويقول موثق الانتهاكات في الأغوار عارف دراغمة لـ”المجتمع”: هناك انتشار وجوه جديدة لشبان من المستوطنين في مناطق عديدة من الأغوار يرتدون قمصاناً خط عليها شعار “أرصنا”، حيث يتجولون يومياً فرادى وجماعات في المناطق الجبلية والرعوية في الأغوار، ويعملون على تسييج أراضي السكان وتوسعة البؤر الاستيطانية الجديدة في المنطقة.
ويضيف: هذه سياسة صامتة ينفذها المستوطنون في الاستيلاء على الأغوار وتطبيق صفقة الضم ووضع اللمسات الأخيرة لتنفيذها، فهم يتحركون بحرية وبحراسة جنود الاحتلال، ووضع اليد على الأراضي التابعة للمواطنين لا يتم من خلال قرارات مصادرة، بل بطريقة العربدة الميدانية للمستوطنين، فبعد إعلان صفقة العار زادت وتيرة الانتهاكات والعربدات على الأرض والمواطنين معاً.
بدوره، يوضح المختص بالشأن الاستيطاني بشار القريوتي أن نموذج انتشار فتية وشبان المستوطنين في التلال بدأت تظهر بشكل جلي في الفترة الأخيرة، وأصبحت ظاهرة ليست مقصورة على منطقة معينة، ففي منطقتنا في قريوت والمغير، قام العديد من المستوطنين وبمبادرات فردية بوضع اليد على الأراضي وتسييجها ونصب الخيام وإحضار الكرفانات وقطعان الماشية والخيول، وكأن الأرض لهم ليس لها أصحابها التي يزرعونها ويعتاشون منها، ويتبجح قطعان المستوطنين بالقول: “الجيش أعطانا الأرض”.
ويقول المزارع محمد موسى (55 عاماً) من بلدة العوجا في الأغوار: أصبحنا نشاهد المستوطنين يتجولون بكثرة في مناطقنا وينصبون خيامهم في رحلات دائمة، وبعد أن ينصب المستوطنون خيامهم تبدأ الانتهاكات والمصادرات، فوجودهم مقدمة للاستيلاء على الأرض.
المهندس الزراعي رائد بغدادي الذي يتجول في الأغوار بشكل يومي يقول: الأغوار أصبحت في كل يوم على موعد جديد من أشكال الاستيطان والسيطرة وخلال جولاتي الميدانية على مزارع المزارعين يتضح أن الاحتلال أطلق قطعان المستوطنين ليقوموا بمهمة السيطرة على الأرض بشكل صامت وبدون ضجيج، فهؤلاء لا ينطبق عليهم قانون خلال قيامهم بمصادرة الأرض ووضع اليد عليها، لذا أصبحت كل أرض في الأغوار مهددة بشكل واضح من قبل المستوطنين، الذين يتحركون من المستوطنات المقامة، فهم يهدفون على توسيع حدود مستوطناتهم وإقامة مشاريع زراعية على أراضي المواطنين الخاصة.
ويضيف بغدادي: في الأغوار التجمعات السكانية متناثرة، وهذا يجعل المستوطنين التحرك بسهولة، فهم يعتمدون على سياسة الاستيلاء على الأراضي الفارغة غير المسكونة أو المستغلة كمراعٍ لقطعان الماشية، كما أن جيش الاحتلال يساعد المستوطنين من خلال ملاحقة كل منشاة تقام ولو كانت على مستوى عريشة زراعية بدائية أو مد خط مياه أو إحضار خزان للمياه ومولد للكهرباء، فهذه الملاحقة تتيح للمستوطنين الإحلال مكان أصحابها.
وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت عن تنفيذ خطة الضم للأراضي وتطبيق السيادة “الإسرائيلية” عليها، حتى يتسنى للجانب الأمريكي اختيار الوقت المناسب لموعد الضم الذي كان مقرراً في الأول من يوليو الماضي.