لم تسلم المقدسات الإسلامية من بطش الاحتلال الصهيوني، الذي يواصل تهويدها، ومنع عمليات الترميم والصيانة لها، وحتى الصلاة فيها كما يحدث في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، المغلق في وجه المصلين لليوم العشرين على التوالي، حتى قبة الصخرة المشرفة طالها بطش الاحتلال، حيث أجبرت قوات الاحتلال العاملين على وقف عمليات الترميم والصيانة للقبة المشرفة والمصلى المرواني، وهددت باعتقالهم، إذا واصلوا عملهم بالترميم والصيانة، ويأتي ذلك في إطار الجرائم المتواصلة التي يرتكبها المحتل بحق المقدسات والشعب الفلسطيني، في انتهاك سافر لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.
أبو سنينة: الاحتلال استولى على 63% من مساحة الحرم الإبراهيمي ويواصل منع الصلاة فيه
ويتزامن العدوان على المقدسات مع تصاعد وتيرة عمليات الاستيطان والتهويد، والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، ضمن عمليات الضم الاستعمارية التي ينفذها الاحتلال في ظل صمت من قبل المجتمع الدولي الذي يكتفي فقط ببيانات التنديد دون ضغط حقيقي على الاحتلال لوقف عدوانه.
ملكية خالصة للمسلمين
وقد أثار ذلك ردود فعل فلسطينية واسعة، واصفين هذه الخطوة باستهداف المقدسات، بأنها تندرج في إطار محاولات الاحتلال فرض سيطرته الكامل على المسجد الأقصى المبارك، وانتزاع إدارته من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التي سارعت بدورها إلى إصدار بيان لها، تلقت “المجتمع” نسخة منه، يندد بقرار الاحتلال، محذراً من مغبة ما تقوم به قوات الاحتلال من انتهاكات متواصلة بحق الـمسجد الأقصى الـمبارك، وأنها صورة فاضحة لأهداف وغايات مبيتة، باستهداف جميع مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى المبارك، ومنع استكمال الـمشاريع.
أبو الرب: منع الاحتلال لأعمال الترميم في قبة الصخرة المشرفة جريمة حرب وانتهاك للقوانين الدولية
وأكد البيان أن الاحتلال تعمد إيقاف كافة أعمال ونشاطات مديرية الإعمار في المسجد الأقصى المبارك، وتمنع ترميم مواقع مهمة داخل المسجد تحتاج إلى ترميم فوري، وتعمل على تعطيل إدخال أبسط المواد الأساسية اللازمة للصيانة.
ولفت البيان إلى أن مديرية مشروعات إعمار الأقصى باتت لا تستطيع صيانة أو ترميم أي عطل أو خلل يطال أبسط مرافق الـمسجد ويتعرض موظفوها للملاحقة والتهديد بالاعتقال والإبعاد.
وشدد البيان على أن دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك هي الـمسؤول الحصري والوحيد عن جميع ما يتعلق بالـمسجد الأقصى الـمبارك، بمساحته البالغة 144 دونماً، وما حولها بجميع ما يحتويه إدارة وترميم وصيانةً وعمراناً، كمسجد خالص للمسلمين، مؤكدة في الوقت ذاته حرص الأوقاف الإسلامية على متابعة صيانة وترميم جميع مرافق الـمسجد رغم الـملاحقة والعراقيل التي تضعها قوات الاحتلال، وذلك حرصاً على أمن وسلامة جميع الـمسلمين والرواد للمسجد الأقصى الـمبارك.
عدوان سافر
دائرة الأوقاف في القدس: الأقصى بكافة مكوناته ملك خالص للمسلمين ولن ترضخ لقرار الاحتلال بوقف أعمال الترميم
من جانبها، نددت وزارة الأوقاف الفلسطينية باقتحام الاحتلال الصهيوني لقبة الصخرة المشرفة والمصلى المرواني، مؤكدة أن المسجد الأقصى هو ملك للمسلمين، ولا يجوز للاحتلال التدخل في شؤونه، وأن هذا التدخل السافر يعد عدواناً على المقدسات وحرية العبادة.
وقال وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية حسام أبو الرب لــ”المجتمع”: إن الانتهاكات الصهيونية بحق الأقصى تهدف للسيطرة عليه، مبيناً أن اقتحام الاحتلال لقبة الصخرة ووقف أعمال الترميم تطور خطير يندرج ضمن محاولات المتكررة النيل من الأقصى لتنفيذ مخططاته التهويدية.
ودعا أبو الرب المجتمع الدولي وفي مقدمتهم “اليونسكو” للتدخل العاجل لحماية المقدسات من الاعتداءات الصهيونية المتكررة، من محاولات تزوير تاريخ وحضارة مدينة القدس، مؤكداً أن ممارسات الاحتلال العدوانية لن ترهب الشعب الفلسطيني الذي سيواصل الدفاع عن مقدساته وحمايتها.
إلى ذلك، قال مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة لـ”المجتمع”: إن الاحتلال الصهيوني يواصل إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف لليوم العشرين على التوالي، حيث يمنع الصلاة فيه ويواصل تهويده، وقد سيطر على 63% من مساحته من خلال المصاعد والمنشآت التهويدية، لافتاً إلى أن المساحة الإجمالية للحرم الإبراهيمي تبلغ 4750 متراً، وهو وقف إسلامي خالص لا دخل للاحتلال فيه.
وأكد أبو سنينة أن الاحتلال منع إقامة الصلاة في الحرم الإبراهيمي العام الماضي 599 مرة، محذراً في الوقت ذاته من مخطط للاحتلال للاستمرار في عمليات إغلاق الحرم لأسبوع آخر.