شاركت شخصيات سياسية وأكاديمية فلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر “طُلّابي دولي” رافض للتطبيع العربي مع الاحتلال الصهيوني.
ونظّمت الكتلة الإسلامية (إطار طلابي تابع لـ”حماس”) المؤتمر في مدينة غزة، بمشاركة شخصيات من 25 دولة حول العالم.
وناقش المؤتمر “دور الهيئات الطلابية والشبابية في نصرة القضية الفلسطينية ورفض التطبيع”.
وخلال عام 2020، اتفقت 4 دول عربية، هي المغرب والإمارات والبحرين والسودان، على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، لتنضم إلى الأردن ومصر المرتبطين مع “تل أبيب” باتفاقيتي سلام منذ عام 1994 وعام 1979 توالياً.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، في كلمة مسجلة تم بثّها: إن الشعب الفلسطيني “يواجه مخططات تصفية القضية، سواء بالضم أو (خطة الإدارة الأمريكية السابقة) “صفقة القرن”، والتطبيع، وتقسيم (المسجد) الأقصى”.
وأضاف أن “هذا المؤتمر يأتي للتأكيد على تمسّك الفلسطينيين بكامل أرضهم وعاصمتها القدس، وبحق العودة، وتحرير الأسرى من السجون “الإسرائيلية”، وحماية الثوابت الوطنية والشرعية للشعب والأمة”.
وعن موضوع الانتخابات الفلسطينية، قال: إن حركته تسعى لـ”إنجاز وتنفيذ كل ما تم التوافق عليه بين الفصائل فيما يتعلق بملف الانتخابات”.
وأعرب عن تطلعات حركته للتوافق على بناء “إستراتيجية وطنية فلسطينية لإدارة الشأن السياسي والميداني”.
واستكمل قائلاً: “بدأنا مرحلة جديدة لإعادة تشكيل النظام السياسي بشكل ديمقراطي من خلال الانتخابات، التي يجب أن تكرّس مبدأ الشراكة وتفتح المجال لإعادة بناء المرجعيات الوطنية في كل المستويات سواء في السلطة أو منظمة التحرير”.
وتقدمت حركة “حماس”، أمس الإثنين، بطلب تسجيل قائمتها للانتخابات التشريعية، المقرر عقدها في مايو القادم.
وأشار هنية إلى أن “حماس” تؤكد 3 ركائز أساسية لديها، وهي: “التمسك بالثوابت، والاستمرار بالمقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها العسكرية، وحماية الوحدة الوطنية الداخلية”.
معول هدم
من جانبه، قال خليل الحيّة، نائب رئيس حركة “حماس” بغزة: إن حركته أولت أهمية لملف التطبيع، فجعلت في مكتبها السياسي، دائرة خاصة بقضية التطبيع ومقاطعة “إسرائيل”.
وأضاف أن “التطبيع مِعول هدم لكل القيم والقرارات العربية والإسلامية والدولية، ولحضارتنا وثقافتنا الفلسطينية”.
وطالب الشباب العربي والإسلامي بمطاردة العدو “الإسرائيلي” في كافة المحافل، من خلال القانون وبالمظاهرات، ومقاطعته على كافة المستويات، ونشر الروايات ضده على وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي.
كما دعا إلى ضرورة “دعم الأنشطة المناصرة لفلسطين، سواء كانت ضد الاستيطان، أو ضد التطبيع، أو داعمة للمسجد الأقصى”.
وأشار إلى ضرورة “إطلاق حملة كبيرة من الأبحاث (العلمية) لإعادة الوعي ورسم الرواية الفلسطينية الحقيقيّة”.
خيانة عظمى
بدوره، وصف الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، التطبيع مع الكيان الصهيوني بـ”الخيانة العُظمى”.
وقال، في كلمة تم بثّها خلال المؤتمر: “نشكر همّة الشباب في منعهم ورفضهم للتطبيع، كونه يعدّ تنكّراً لتاريخنا وللآيات الكريمة والأحاديث النبوية”.
وثمّن دور “الشباب في حماية القضية، ودحض الرواية الإسرائيلية المزوّرة والتي لا تستند لأي دليل”.
حماية الحقيقة
أما خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، فقد أشاد في كلمة خلال المؤتمر، بدور الشباب الرافض للتطبيع العربي مع الاحتلال “الإسرائيلي”.
وقال: إن المطلوب “حماية الحقيقة والدفاع عنها ونشرها للجميع”، وعدم تغييبها كي لا يتم السماح للرواية “المكذوبة” بالانتشار.
ومن مخيم “البدّاوي” للاجئين الفلسطينيين في لبنان، قال بسّام الحاج، في كلمة مسجلة تم بثّها: “إن شعوب الأنظمة التي هرولت نحو التطبيع مع “إسرائيل” غالبيتها رافضة لهذا السلوك”.
كما طالب بضرورة استثمار كافة الأدوات والوسائل للتصدّي للتطبيع عبر تجريمه في كافة المحافل، ومقاطعته على كافة المستويات.