ذكر تقرير لـ”نيويورك تايمز” (New York Times) أن استيلاء قوات جبهة “تحرير تيغراي” على عاصمة الإقليم ميكيلي كان بمثابة ضربة كبيرة لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بعد 8 أشهر من الحرب التي أدت لتفشي المجاعة وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية.
ووصف ديكلان والش، مراسل الصحيفة في ميكيلي، مظاهر الابتهاج والفرحة حيث طاف بالمدينة طابور من المقاتلين المنتصرين في موكب، بعد فجر الثلاثاء، تتقدمهم امرأة ترتدي ملابس مموهة وتلوح ببندقية كلاشينكوف وعلم إقليم تيغراي شمال إثيوبيا، في حين تدفق الناس بالشوارع للترحيب بهم وهم يهتفون ويبكون معهم مرددين عبارة “النصر لنا”.
وفي الوقت الذي تقدم فيه مقاتلون تيغراي عبر المدينة أمس، صرخ شبان مبتهجون يركضون بجانبهم “لقد انتصر الوياني” مستخدمين المصطلح الذي يعني كلمة الثوار بلهجة التيغراي.
ونبهت الصحيفة إلى أن شبح صراع أوسع نطاقاً نما بشكل ملحوظ أمس، حيث هدد زعماء في جبهة “تحرير تيغراي” بنقل الحرب ضد القوات الغازية إلى منطقة أمهرا، وإريتريا المجاورة.
وقال المتحدث باسم قيادة الجبهة غيتاتشو رضا: “نريد تقويض أكبر عدد ممكن من قدرات العدو” حتى لو تطلب ذلك الوصول إلى العاصمة الإريترية أسمرا.
واتهم غيتاتشو القوات الإثيوبية، أثناء تقهقرها، بسرقة البنوك ونهب وقطع الكهرباء والاتصالات اللاسلكية. وقال إن قادة تيغراي سينظرون في وقف إطلاق النار ويتفاوضون مع حكومة آبي أحمد فقط إذا تمت استعادة الخدمات وعودة الأراضي.
وألمحت “نيويورك تايمز” إلى أنه -مع تصاعد الفظائع- استُنزف الدعم المقدم للحكومة المركزية الإثيوبية في أديس أبابا بشكل ملحوظ في تيغراي وتضخمت صفوف قوات الدفاع عن تيغراي بمجندين جدد.
والآن بالنسبة للمقاتلين والمدنيين على حد سواء في ميكيلي، فإن الرسالة واضحة: بعد 8 أشهر من قتال حكومتهم، يجب عليهم التخلص منها، وربما حتى شن هجوم بمفردهم، وقال أندينت نيجيسا، أحد قادة الثوار: “يجب أن تكون تيغراي دولة مستقلة”.
وذكر مراسل الصحيفة أن استيلاء المتمردين على ميكيلي جاء في أعقاب سلسلة من انتصاراتهم بالمناطق الريفية المحيطة خلال الأيام العشر الماضية، لكنها كانت مدفوعة أيضاً بحسابات آبي أحمد الخاطئة.
واختتم تقريره بأن قبضة الحكومة في ميكيلي كانت تضعف باستمرار الأشهر الأخيرة، وفقاً لمسؤولين بالحكومة، وقد انشق ضباط من الشرطة وانضموا للثوار واختفوا مع أسلحة أو سيارات أو حتى سجناء أخرجوا من السجن، كما تسلل الأطباء الشباب من مستشفى آيدر بالمدينة، الذي عالج المدنيين المصابين بالغارات الجوية الإثيوبية، وانضموا إلى الثوار.