في حفل مهيب، كرمت جائزة “الملك فيصل”، أول أمس الثلاثاء، مؤسس ورئيس “شركة صخر” الكويتي محمد الشارخ بجائزة “خدمة الإسلام” لعام 2021.
أقيم الحفل برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقال أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس هيئة الجائزة الأمير، خالد الفيصل، في كلمته بالحفل: “إنه هنا يتوهج الفكر ويتجلى، وبجوهر العلم يتحلى، وهنا ملك كرم علماً، وعلم تكبر ملكاً”.
من جهته، أكد أ. محمد الشارخ، في كلمته، أن الفوز بهذه الجائزة يمثل نهاية الطموح عشقاً لهذه الجائزة، وقال: الشكر لمن رشحني لهذه الجائزة والقائمين عليها.
وجاء منح الجائزة للشارخ لدوره البارز في دعم وغرس روح البحث والتجديد والابتكار لحفظ التراث الإسلامي من خلال التقنية الحديثة.
وأوضح الشارخ أن منحه الجائزة كان حصيلة عمل استمر لأكثر من أربعين عاماً من خلال إنتاجه أول برنامج حاسوبي للقرآن الكريم، والموسوعة الفقهية، وكتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية، وبرامج معلومات إسلامية، مضيفاً أنه عمل على تعريب وإنتاج برامج الحاسوب منذ عام 1982، ومعجم إلكتروني معاصر للغة العربية، وبرنامج المصحح اللغوي، والنطق الآلي بالعربية الفصحى، والترجمة الآلية، وتطوير نظام إبصار للمكفوفين، وكذلك العديد من البرامج الثقافية، والتعليمية للناشئين والخاصة بالثقافة الإسلامية، واللغة العربية، وإنشاء مراكز للتدريب والبرمجة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وفي موضوع “تراث القدس الإسلامي” الذي اختارته جائزة الملك فيصل موضوعاً لفرع “الدراسات الإسلامية” لعام 2020، حصل على الجائزة الباحث الأردني د. محمد غوشة الذي ساهم بأكثر من 150 بحثاً ودراسة عن القدس وتراثها العربي والإسلامي، وألف 37 كتاباً تاريخياً وتوثيقياً، تناولت الجوانب التاريخية والفكرية لمدينة القدس.
وقد حُجبت جائزة “الدراسات الإسلامية” للعام 2021 التي كان موضوعها “الوقف في الإسلام” لعدم استيفاء المتقدمين للمعايير، وفي اللغة العربية والأدب منحت الجائزة لعام 2020 في موضوع “الدراسات اللغوية العربية باللغات الأخرى” للأسترالي البروفيسور مايكل كارتر الذي ساهم في دراسة التراث النحوي العربي، وقدم أهم مراجع للبحث اللغوي خارج العالم العربي.
فيما منحت جائزة “اللغة العربية والأدب” لعام 2021 في موضوع “البلاغة الجديدة” للمغربي د. محمد مشبال، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة عبدالمالك السعدي في المغرب.
وفي فرع “الطب”، منحت الجائزة لعام 2020 للدكتور ستيوارت أوركين، اختصاصي أمراض الدم والأورام وعالم الوراثة، عن موضوع “أمراض الهيموغلوبين”.
وحصل على جائزة الملك فيصل في “العلوم” للعام 2020 الأمريكي البروفيسور شياو دونغ وانغ، مدير معهد العلوم الحيوية في بكين، في موضوع “علم الأحياء”، فيما حصل البروفيسور ستيوارت باركين مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء المجهرية في مدينة هال بألمانيا على الجائزة لعام 2021 في موضوع “الفيزياء”.
ومنذ تأسيسها في عام 1397هـ/ 1977م، كرمت جائزة “الملك فيصل” 275 فائزاً من 43 جنسية مختلفة ساهموا في خدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، وقدموا أبحاثاً متميزة، وتوصلوا لاكتشافات فريدة وابتكارات استثنائية في مجالات العلوم والطب والدراسات الإسلامية واللغة العربية والأدب.
الجدير بالذكر أنه سبق أن توج عالمان كويتيان بالجائزة؛ هما الراحل د. عبدالرحمن السميط، رحمه الله تعالى، الذي فاز بها عام 1996 في فرع خدمة الإسلام والمسلمين، وأ.د. عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، الذي فاز بالجائزة في فرع الدراسات الإسلامية عام 2016.