في الذكرى الـ46 لـ”يوم الأرض” الخالد الذي يصادف 30 مارس من كل عام، التحم الفلسطينيون في معارك شرسة مع الاحتلال الصهيوني في معركة الدفاع عن أرضهم التي تتعرض لاستيطان وتهويد شرس، من خلال سلسلة من العمليات الفدائية التي دبت الرعب في قلوب الصهاينة، فلا يمر يوم إلا وينفذ الفلسطينيون هجمات ضد الاحتلال، رافعين شعار “باقون على أرضنا منغرسون فيها ما بقي الزعتر والزيتون”.
سلسلة من الفعاليات الجماهيرية نظمت في قطاع غزة المحاصر بالقرب من السياج الفاصل مع فلسطين المحتلة عام 1948، كما نظمت فعاليات مماثلة في رام الله وجنين والخليل والقدس، بالتزامن مع ذلك انطلقت فعاليات جماهيرية حاشدة في سخنين وعرابة والمثلث ودير حنا داخل فلسطين المحتلة عام 1948، حيث اندلعت في هذا المكان عام 1976 شرارة يوم الأرض حين هب أهالي سخنين وعرابة والمثلث للدفاع عن أرضهم وسقط حينها 6 شهداء، ليصبح فيما بعد دماء هؤلاء الشهداء وقوداً وعلامة فارقة في التاريخ النضالي الفلسطيني، ويصبح هذا اليوم يوماً وطنياً يحيه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
“حماس”: العمليات الفدائية في ذكرى يوم الأرض رسالة مقاومة حتى التحرير
“يوم الأرض” والمقاومة الشرسة
بدوره، قال القيادي في حركة “حماس” إسماعيل رضوان لـ”المجتمع”: إن ذكرى “يوم الأرض” تتزامن مع العمليات البطولية في السبع والخضيرة وتل الربيع، وتصاعد المواجهة مع الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وأهلنا في الـ48 وإسناد ودعم غزة العزة لأهلنا في الداخل المحتل؛ لتؤكد وحدة الشعب والأرض والقضية في مواجهة الاحتلال، وأن المقاومة هي الطريق الأقصر والأمثل لتحرير فلسطين، مؤكداً التمسك بالثوابت الوطنية وتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، وأن حق العودة مقدس، وهو حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم ولا بالإجراءات الاحتلالية ولا مقام للاحتلال على أرض فلسطين.
من جانبه، دعا منسق لجنة اللاجئين في القوى الوطنية الفلسطينية محمود خلف، عبر “المجتمع”، إلى الانخراط في انتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال، وإشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال، والإسراع بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة، باعتبارها مركزاً قيادياً موحّداً قادراً على تأطير نضال الشعب الفلسطيني، وتحويل المعارك التي يخوضها من معارك محدودة ومجزأة ومشتتة إلى انتفاضة شاملة تقود إلى العصيان الوطني الشامل ضد الاحتلال لإجبار الاحتلال على الرحيل عن أرضنا الفلسطينية، فالاستيطان إلى زوال مهما طال الزمن.
خلف: الانتفاضة الشاملة ضد الصهاينة هي الطريق لدحر الاحتلال
مسيرات في النقب وسخنين
وفي النقب المحتل، وبمناسبة “يوم الأرض” الخالد، انطلقت مسيرات فوق أراضي “سعوة الأطرش” المهددة بالتهجير والاحتلال، حيث يخطط الاحتلال للاستيلاء على أراضي القرية.
وقال منسق لجان الدفاع عن أهالي النقب عزيز الطوري لـ”المجتمع”: إن فعاليات حاشدة انطلقت في النقب بمناسبة “يوم الأرض” الخالد، الذي يرمز للتمسك بالأرض ورفض كل مخططات الاحتلال الاستعمارية، لافتاً إلى أن الاحتلال شرع بحصار 35 قرية فلسطينية في النقب من خلال قطع المياه والكهرباء فيها وتدمير البنية التحتية، ضمن مساعي الاحتلال لإقامة 10 مستوطنات ضخمة فيها، مؤكداً في الوقت ذاته أن أهالي النقب سيواصلون نضالهم وتصديهم لمخططات التهجير والاقتلاع التي يمارسها الاحتلال بحق أهالي النقب الذين يتعرضون لسياسية التطهير العرقي.
وفي الداخل الفلسطيني، كان المشهد حياً، حيث تدفقت الجماهير العربية في الداخل لسخنين وعرابة والمثلث لإحياء فعاليات “يوم الأرض” الخالد، وتم وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء “يوم الأرض”.
الطوري: أهالي النقب اختاروا “يوم الأرض” مناسبة للتصدي لمخطط تهويد النقب
ورفع المشاركون في تلك الفعاليات الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد التمسك بالأرض ومقاومة كل محاولات الاحتلال لتدمير الهوية الوطنية الفلسطينية لفلسطينيي الداخل.
إلى ذلك، تصاعدت العمليات الفدائية الفلسطينية في ذكرى “يوم الأرض” الخالد، فقد نجح مقاومون فلسطينيون في تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية التي كان آخرها عملية في قلب تل أبيب أسفرت عن مقتل 4 صهاينة واستشهاد المنفذ، ليرتفع عدد القتلى الصهاينة في تلك العمليات الفدائية الأخيرة إلى 11 قتيلاً، فيما أكدت قوى المقاومة الفلسطينية أن تلك العمليات رد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني البشعة بحق الشعب الفلسطيني.