حذرت وزارة الصحة المصرية، مؤخراً، المواطنين من الفيروس الغامض الذي انتشر في عدد من الدول والتخوف من ظهور بعض الحالات بمصر، وهو ما تناقلته وسائل إعلامية محلية، محذرة من هذا الفيروس القاتل الذي يصيب أكباد الأطفال، مع استعراض أعراضه والتنبيه بضرورة الفحص الطبي للطفل حال ظهور هذه الأعراض.
وجاء في بيان رسمي للوزارة، أنه تم رصد إصابات مجهولة المصدر بالتهاب الكبد لدى أطفال في عدد من دول العالم غير معروفة السبب، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.
الغموض سيد الموقف
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن طفلاً واحدًا على الأقل توفي في أعقاب تفش لمرض غامض يصيب الكبد، وقالت: إنه تم تحديد 169 حالة على الأقل من التهاب الكبد الحاد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر و16 عامًا في تفشٍّ يشمل الآن 11 بلدّاً.
وبين حالات التهاب الكبد الحاد، تُوفي طفل واحد على الأقل، وتطلّب 17 طفلاً عمليات زرع الكبد، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، في بيان صحفي.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك زيادة في حالات التهاب الكبد، أو زيادة في الوعي بحالات التهاب الكبد التي تحدث بالمعدل المتوقع، ولكن لا تُكتَشَف، بينما أن الفيروس الغدّي هو فرضية محتملة، إلا أن التحقيقات جارية بشأن العامل المسبب.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أنهم بدؤوا تحقيقًا في حالات الالتهاب الكبدي الحاد الوخيم لدى الأطفال.
في ذلك الوقت، حددت منظمة الصحة العالمية 74 حالة بين الأطفال في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وحدد مسؤولو الصحة في ولاية ألاباما الأمريكية 9 حالات من التهاب الكبد لدى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم من سنة إلى 6 سنوات، الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس الغدي أيضًا منذ أكتوبر، ولم يكن أي من الأطفال مصابًا بـ”كوفيد 19″.
النظافة هي الحل
ووصف وكيل وزارة الصحة المصرية الأسبق مصطفى جاويش الفيروس بالغامض؛ لأنه غير معروف أسبابه حتى الآن ومدى علاقته بفيروس كورونا، وهناك العديد من الأبحاث التي تجرى لمعرفة الكثير عنه، لافتاً إلى أن أسباب إصابة الأطفال تحديداً ربما تكون بسبب حساسية الأطفال، وربما يكون الأمر متعلقاً بالنظافة أيضاً، وغيابها يسبب الميكروبات بشكل عام.
وحول إمكانية العدوى وانتقاله من طفل إلى آخر، أكد جاويش لـ”المجتمع” عدم التوصل حتى الآن لأسباب العدوى؛ لأن الغموض يلف الفيروس بكل تفاصيله سواء أسبابه أو مصدره وعلاقته بكورونا أو طرق العدوى، ولكنه شدد على النظافة، وأن يكون لكل طفل حقيبته الخاصة بالمدرسة وأكله ومياهه بعيداً عن باقي الأطفال، والاهتمام بالنظافة سواء في المدرسة أو بالمنزل.
بدوره، أكد استشاري طب الأطفال حسن محمود ظهور المرض بالفعل في بريطانيا، وهناك 74 حالة، ودول أخرى مثل أمريكا وأيسلندا والسويد، ولكنه لم يظهر في أفريقيا حتى الآن، مؤكداً عدم معرفة أسبابه حتى الآن، وإن لفت إلى أنه ربما يكون الأكل الملوث أحد أسبابه ومصادره، مطالباً بضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية للطفل.
وأوضح، في حديثه لـ”المجتمع”، ضرورة التوجه للطبيب بأسرع وقت حال ظهور أعراض المرض، ومنها الاصفرار والإعياء والقيء وعمل تحليل أنزيمات كبد وسونار على الكبد لأن من أعراضه ارتفاع الأنزيمات الكبدية إلى 500، بينما المعدل الطبيعي لها 43، وهنا كلما كان التحرك أسرع كانت إمكانية السيطرة على المرض أفضل.
الأعراض وطرق الوقاية
ومن جانبه، كشف د. أمير سليمان، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، في تصريحات صحفية، عن الأعراض التي قد تكشف عن احتمالية إصابة الأطفال بالتهاب الكبد، ومتى يجب التوجه للطيب.
وقال استشاري طب الأطفال: إن الأعراض تتمثل في:
– ألم في المعدة (المغص).
– ارتفاع درجة الحرارة.
– الطفح الجلدي.
– تغير في لون العينين.
– تغير لون لبراز.
– ألم شديد في البطن
– بول داكن اللون أو براز فاتح اللون.
– تغير لون الجلد للأصفر أو أي لون غريب.
متى تتوجه للطبيب؟
وفقاً لاستشاري طب الأطفال، إذا ظهر على طفلك أي من الأعراض السابق ذكرها، يجب أن تتوجه للطبيب فوراً؛ لأن الأعراض قد تكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد.
كما كشف أمير سليمان عن عدة نصائح على الآباء القيام بها كالتالي:
– عدم تعرض الأطفال لمواد كيماوية ومبيدات حشرية.
– تجنب الأطعمة التي بها مواد حافظة لأنها مواد تنتقل إلى الكبد ليتعامل معها ويتخلص منها ما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.
– عدم شراء طعام من الخارج أو من أي مصدر مجهول.
– التغذية الجيدة لرفع المناعة وممارسة الرياضة.
– عدم مشاركة الأطعمة بين الأطفال أو المشروبات أو مشاركة الأدوات الشخصية.
– الحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون قبل الأكل وبعده ولا نعرض أطفالنا للتدخين السلبي.