كشف مسؤولون أمريكيون لشبكة “سي إن إن” أن روسيا باتت تمتلك الآن طائرات بدون طيار إيرانية (درونز)، من المرجح أن يتم إدخالها في المعارك بأوكرانيا.
ووفق المسؤولين، فإن موسكو تسلمت الطائرات المسيّرة من مطار إيراني، في وقت سابق من الشهر الجاري، ونقلت لروسيا منتصف أغسطس.
ولا يزال الروس يتدربون على هذه الطائرات في إيران بحسب المسؤولين الذي أشاروا إلى اعتقادهم بأن موسكو تعتزم استيراد المئات منها لاستخدامها في شن هجمات داخل أوكرانيا.
وأضاف المسؤولون أن تقدير الولايات المتحدة هو تسلم روسيا طائرات مسيّرة من طراز “مهاجر 6” وسلسلة “شاهد” خلال عدة أيام من هذا الشهر، وهما نوعان قادران على حمل ذخائر دقيقة التوجيه ويمكن استخدامها للمراقبة.
هل ستؤثر “الدرونز” الإيرانية على الحرب في أوكرانيا؟
قد يكون لإدخال الطائرات بدون طيار الإيرانية، التي يمكن استخدامها أيضاً في المراقبة، تأثير كبير على المعارك، إلا أنها قد تستخدم في تخفيف تأثير أنظمة الصواريخ “هيمارس” التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى أوكرانيا.
ومع ذلك، يعتقد مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أنه عند اختبار الطائرات بدون طيار التي اشترتها روسيا من إيران، فإن العديد منها قد واجهت العديد من الإخفاقات، ولذلك ليس من الواضح مدى تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للروس عند نشرها.
حذرت الإدارة الأمريكية، في يوليو الماضي، من أن روسيا تتطلع إلى شراء الطائرات بدون طيار وسط نقص حاد في الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي أعاقت جهود الإنتاج الجديدة.
وكشفت صور الأقمار الصناعية في ذلك الشهر أن وفداً روسياً زار مطار “كاشان” في إيران مرتين، على الأقل، منذ يونيو الماضي، لفحص طائرات بدون طيار.
التعاون الروسي- الإيراني في مجال “الدرونز”
تزايد تحول روسيا إلى إيران كشريك ومورد رئيس للأسلحة أمام العقوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على سلاسل التوريد بسبب الحرب في أوكرانيا.
ودقّ البيت الأبيض لأول مرة ناقوس الخطر علناً الشهر الماضي، محذراً من أن طهران تعتزم تزويد موسكو بمئات الطائرات المسيرة.
وبعد أيام، زعم البيت الأبيض أن مسؤولين روساً زاروا إيران مرتين لترتيب عملية نقل الطائرات.
وفي حديثه الشهر الماضي، صرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأن طهران تتعاون بأشكال مختلفة مع موسكو، ويتضمن ذلك قطاع الدفاع، إلا أنه استطرد قائلاً: لكننا لن نساعد أياً من الطرفين المتورطين في هذه الحرب (حرب أوكرانيا) لأننا نعتقد أن الحرب يجب أن تتوقف.
هل تعاني روسيا نقصاً في المسيّرات؟
أظهرت الحرب الأوكرانية تفوق روسيا في الأسلحة الإستراتيجية والقاذفات والصواريخ الباليستية فرط الصوتية، لكنها كشفت ضعفاً في الطائرات المسيّرة، وفق تقارير غربية وخبراء.
وتستعين روسيا بالمسيّرات في تدمير إلكترونيات القوات المعادية في أوكرانيا، وتعطيل الاتصالات والتشويش، والاستطلاع، وضرب المواقع المعادية، وتوجيه المدافع.
ومن بين الطائرات المسيّرة الروسية “إيليرون-3″، التي تلقب بـ”صيادة المخربين”، و”غروشا”، التي تعني “الكمثرى”، و”أورلان 10” المعروفة بـ”الساحرة والصامتة”، حيث أطلقتها موسكو في الأجواء الأوكرانية للاستطلاع والرصد التكتيكي.
وخلال الحرب أدت “الدرونز” دوراً في رصد الدمار في المدن الأوكرانية، ولحظات تدمير الآليات العسكرية، ورصد الأهداف، سواء كانت جنوداً أو آليات.
ورغم الأداء الجيد للمسيّرات الروسية، فإن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلت عن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، قوله: إن اهتمام روسيا بشراء “الدرونز” من إيران يكشف الحالة السيئة لجيشها في هذا المجال.
وأشار موقع “ميليتري ووتش” الأمريكي، المتخصص في الشؤون العسكرية، في تحقيق خاص إلى أنه لم يحدث في تاريخ الحروب أن استخدمت المسيّرات بالكثافة التي تم استعمالها في حرب أوكرانيا.
وأوضح “ميليتري ووتش” أن روسيا وأوكرانيا تسعيان للحصول على طائرات من دون طيار، لكن لجوء موسكو (المعروفة بصناعتها العسكرية المتطورة) لإيران كشف ضعف قدراتها في تلك التقنيات.