أعلن مسؤولون فلسطينيون، اليوم الثلاثاء، أن نحو ألف معتقل سيبدؤون الخميس المقبل إضراباً عن الطعام، كخطوة أولى، رداً على عدم استجابة الاحتلال لمطالبهم.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لمؤسسات مختصة بشؤون المعتقلين، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة (وسط)، بالتزامن مع مؤتمر آخر في مدينة غزة.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) قدري أبو بكر: إن جلسة عقدت الإثنين بين ممثلي الأسرى وإدارة السجون، طلبت خلالها الأخيرة تأجيل خطوات الأسرى الاحتجاجية بما فيها الإضراب عن الطعام المزمع الخميس.
وأضاف أبو بكر: أمس عُقدت جلسة (لممثلي الأسرى) مع إدارة السجون، وطلبوا (الإدارة) تأجيل الإضراب عدة أشهر لما بعد الانتخابات “الإسرائيلية”.
وتابع أن الأسرى رفضوا الطلب، وحلّوا اللجان التي تتواصل مع إدارات السجون.
وقال أبو بكر: إن مطالب الأسرى متكررة منذ عشرات الأعوام، وتتعلق باستعادة إنجازات تحققت سابقاً وسُحبت، ووقف اقتحامات الغرف وضرب المعتقلين، وإخراج الأسرى المعزولين (في الزنازين الانفرادية)، وإعادة أجهزة صودرت من غرفهم، والسماح لذوي الأسرى، خاصة أسرى غزة بزيارتهم.
وقال: إن نحو ألف معتقل سيبدؤون الخميس المقبل إضراباً عن الطعام، يتبعهم مجموعات أخرى لاحقاً.
من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) قدورة فارس: إن ما يحدث للأسرى داخل السجون نشتم منه رائحة السياسة النتنة في “إسرائيل”.
وتابع، في كلمة خلال ذات المؤتمر الصحفي، أن جزءاً كبيراً من ضباط إدارة السجون من تعيينات حزب الليكود عندما كان بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة، وهو معني بتفاقم الوضع، ليقول: إن الحكومة الحالية ضعيفة.
وأضاف أن الأحزاب “الإسرائيلية” تتصارع في ساحات السجون على حساب الأسرى.
بدوره، قال مدير مركز “حريات” الحقوقي (غير حكومي) حلمي الأعرج: إن الأسرى والشعب الفلسطيني في معركة إستراتيجية مصيرية، ما لم ما ترضخ مصلحة السجون ومن خلفها الحكومة “الإسرائيلية” لمطالب الأسرى العادلة.
وتابع أن الحكومة “الإسرائيلية” حاولت أن تجعل قضية الأسرى حاضرة في صناديق الاقتراع، من خلال الاستهداف المتواصل لهم.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، أعلنت مؤسسات الأسرى برنامج فعاليات واسعة في مدن الضفة الغربية، يتضمن مسيرات ونصب خيام تضامن في مراكز المدن.
وفي قطاع غزة، شارك المئات في “وقفة دعم وإسناد” أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دعا إليها محامون فلسطينيون.
وخلال الوقفة طالب رئيس لجنة إدارة هيئة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة، حسن قنيطة المؤسسات الدولية بتشكيل ضغط حقيقي على “إسرائيل” للإفراج عن المعتقل المضرب عن الطعام خليل عواودة والتجاوب مع مطالب الأسرى الأساسية والإنسانية.
وفي مدينة نابلس (شمال الضفة) نُظمت مسيرة تضامنية مع الأسرى، ومع الأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ نحو قرابة 6 أشهر رفضاً لاعتقاله الإداري (دون تهمة أو محاكمة).
كما شارك العشرات في وقفة تضامنية أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة طولكرم (شمالاً).
وفي بيان يحمل الرقم (4)، نقله نادي الأسير، قالت “لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة”: إنها ماضية في خطواتها التصعيدية ضد إدارة السجون “الإسرائيلية.”
وأضافت اللجنة: هذه المعركة نخوضها لنضع حدًّا لتنصل السجان من التفاهمات، ولوقف هجمته التي تهدف للتنكيل بنا والنيل من منجزاتٍ حققناها عبر دماءٍ سالت.
وقالت متوجهة إلى الشعب الفلسطيني: إن الأسرى يخوضون معركتهم في مواجهة السجان بقيادة وطنية تمثل فصائل شعبنا.
وأعلن الأسرى بدء إضرابهم عن الطعام بألف معتقل يوم الخميس، كدفعة أولى (…) مع إبقاء حالة التمرد على قوانين السجان مستمرة.
وفي 21 أغسطس الجاري، أعلن الأسرى الفلسطينيون الشروع في خطوات احتجاجية ضد إدارة السجون “الإسرائيلية”، إثر تراجعها عن تفاهمات سابقة معهم في مارس الماضي.
ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال “الإسرائيلي” نحو 4550، حسب بيانات رسمية فلسطينية.