رحل الكاتب المصري اليساري بهاء طاهر عن دنيانا، مساء الخميس 27 أكتوبر الجاري، فنعاه الشيوعيون والمؤسسات الثقافية الرسمية ووزيرة الثقافة، وأفرد له العلمانيون مساحات واسعة في الصحف والقنوات ووسائل التواصل الاجتماعي التي يهيمنون عليها، وأشادوا بمناقبه وكتاباته وخاصة روايته “خالتي صفية والدير”، حيث يتملق فيها الأقلية الطائفية التي تملك مفاتيح الشهرة والرضا الحكومي، والجوائز الرسمية التي تمنحها السلطة لمن يؤيدونها.
خالفت الكاتبة الصحفية صافيناز كاظم (85 عامًا) التيار العلماني الهادر الذي يحتفي بالراحل ويقدّسه، وكتبت على صفحتها بـ”فيسبوك”: “مات بهاء طاهر، كان من كوابيس جيلي الثقافية، لو جاملناه نقول: روائي متوسط الموهبة استحل لنفسه جوائز كثيرة مُغتصبة ممن كانوا أحق”، وكتبت، في منشور آخر حول المدافعين عن بهاء طاهر: “لا يدهشني الإعجاب الهادر النازل على بهاء طاهر، فقد سمعت مرة أحدهم يقول: إحنا من غير شادية (مطربة راحلة) ولا حاجة!”.
واشتعلت صفحات “فيسبوك” الخاصة بالشيوعيين وأشباههم من المؤيدين للسلطة، وهاجموا بضراوة الكاتبة التي كانت زوجة سابقة للزجّال أحمد فؤاد نجم، وقال أحدهم ويدعى سعيد شحاته: “يا أستاذة صافيناز، إحنا بنحترم تاريخ حضرتك.. ومش عارف ليه حضرتك مصرّة على محو هذا التاريخ.. بهاء طاهر قيمة روائية وقيمة وطنية وقيمة إنسانية ما حدش يختلف عليها”.
وعلق آخر ويدعى سعيد حجاج: “يكفى بهاء طاهر إنه زلزلك وأخرجك عن إنسانيتك وموضوعيتك وهو ميت، لتعرفي نفسك”.
وكتبت واحدة اسمها Salma Elghamry: إنت مسكينة، حقيقي مسكينة، ومريضة في قلبك، وكتب شخص اسمه وائل حسين: “الحقيقة مدام صافيناز عمرها ما غيرت طريقتها ولا أخلاقها.. أخلاق_متأسلمين_بامتياز”.
وكتب طائفي أو طائفية Mena Maher: “أنت إرهابية زي سيد قطب والإخوان يا كاظم.. طول عمرك مليانة غل وحقد”.
وتحدث بعضهم عن عدم ملاءمة حديث صافيناز للحظة الموت، وقالوا: لكل مقام مقال، ونشر بعضهم صورة لصافيناز كاظم في الغورية بالقاهرة مع الشاعر الشيوعي محمود درويش في السبعينيات، وكأنه يذكرها بتاريخها القديم مع اليسار!
يوم توفي الإمام القرضاوي، لم يتورع أنصار السلطة من الشيوعيين والكتائب الإلكترونية عن الشماتة في الراحل العظيم، واتهامه بالإرهاب والقتل والتحريض على الدولة(؟) المصرية، في الوقت الذي كان يرثيه العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه! مما دفع بعض المراقبين إلى القول: الشيوعيون المستبدون لا يحتملون رأياً آخر.. الشيوعيون أنصار الظلم لا خلاق لهم!