قال الإعلامي الفلسطيني عبد الرحمن منير، مدير مؤسسة “سما القدس”، التي أنتجت مقطعا يصور إمرأة مسنة تغني أهزوجة تراثية، تدعو فيها الفلسطينيين إلى التماسك وعدم نيسان قضيتهم، إن تلك الأغنية “جاءت من مخيمات الشتات، لتؤكد على تمسك الفلسطينيين في كل مكان بحقهم بالعودة وتراثهم العريق، مهما ابتعد الطريق”.
يشار إلى أن مؤدية الأغنية هي السيدة الفلسطينية حليمة الكسواني، من سكان مخيم الزرقاء، شرق العاصمة الأردنية عمّان، والتي تنحدر أصولها من قرية “بيت إكسا” قضاء القدس، وهي من القرى التي دمرها الاحتلال.
وتحدث منير، عن الظروف التي ولد فيها مقطع الفيديو الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: “كمنصة فلسطينية حرصنا على انتاج مواد تراثية غنائية.. فعمدنا إلى انتاج سلسلة بعنوان (لحظة) تكون مع الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، وكانت (لحظة من مخيم) مع الجدة أم العبد (الكسواني) باكورة هذه السلسلة”.
وأضاف أنه “من اللحظة الأولى لفت المقطع انتباه جميع أعضاء الفريق.. لكن الحقيقة لم يتوقع أحد حجم الانتشار والتفاعل الذي حدث للحلقة” وفق قوله.
وعدّد منير ما اعتبره العناصر التي ساهمت في انتشار المقطع قائلا إنها “عفويتها وملامحها الفلسطينية الأصيلة.. وروحها الخفيفة، بالإضافة إلى كون الغناء التراثي والوطني الجامع يلقى قبولا عند الجميع”، مشددا على أن “الأوضاع المشتعلة بالضفة الغربية، وجنازات الشهداء، وبطولات المقاومين، أحد أهم أسباب انتشار المقطع”.
وأوضح أن تلك العناصر “دعت المئات من الشباب المبدعين لتناقل المقطع والتفاعل معه بأشكال مختلفة، حتى أصبحت الجدة أم العبد أيقونة فلسطينية حقيقية” على حد تعبيره.
وأكد الإعلامي الفلسطيني، على أن شركة “سما القدس” التي انطلق نشاطها في أيار/مايو الماضي، بصدد إنتاج المزيد من البرامج والفواصل “التي تقترب من جمهورنا الفلسطيني، وتلامس قضاياه.. سعيا لربط أجيالها المختلفة بوطنهم وقضيتهم الوطنية.. وتقديم لوحة فلسطين الكبيرة والمنوّعة والتي تعبر عن الكل الفلسطيني وقضيته العادلة” كما قال.
– الأغنية الفلسطينية من مواسم القطاف والأعراس إلى ساحات المقاومة
وأشار الفنان والمؤلف الموسيقي أحمد الكردي، إلى أن ترنيمة “شدوا بعضكم يا أهل فلسطين.. ” من الأهازيج الفلسطينية القديمة، التي برزت مع بدايات مقاومة الفلسطينيين للانتداب البريطاني “وأن غناء الجدة الفلسطينية لها وبثها، جاء في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تناميا لأعمال المقاومة ضمن تشكيلات من الشبان الفلسطينيين الذين تجاوزوا الفصائلية وكل تحديات المشهد الداخلي الفلسطيني، وشدوا من أزر أنفسهم لمواجهة المحتل”.
وأكد الكردي، على ارتباط الأغنية التراثية الفلسطينية بمواسم القطاف والسهرات والأعراس “ثم بعد تعرض فلسطين للاستعمار البريطاني ثم الاحتلال الصهيوني انتقل سياق الأغنية التراثية الفلسطينية إلى سياق تعبوي يشد من أزر المجاهدين والمقاومين”.
وأوضح الكردي أنه مع عقود الاحتلال واللجوء، بدأت الأحداث المرتبطة بدفاع الفلسطينيين عن أرضهم من جهة، وشوق اللاجئين منهم لبلداتهم ومدنهم من جهة أخرى، في التأثير على تكوين الأغنية الفلسطينية لينتج عنها إيقاعا غنائيا متميزا، مستمدا من خصوصية القضية ورمزية شهداءها ومقاوميها وأسراها، ومعاني الثبات على الأرض، والتمسك بالهوية”.