تنوعت أساليب وممارسات الاحتلال الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بهدف كسر إضراب الأسرى والنيل من صمودهم ومنها «التغذية القسرية»، وهو تغذية عن طريق الدم عبر القسطرة الوريدية بالقوة، بهدف ضخ السوائل المغذية من أملاح وجلكوز مباشرة للدم، وكان سابقاً يتم إعطاء الأسير الغذاء عبر الأنف، وهي طريقة خطيرة قد تؤدي لاستشهاد الأسير المضرب عن الطعام، وقد ارتقى شهداء من الأسرى نتيجة تغذيتهم عبر أنبوب من الأن
حمدونة: التهديد بالتغذية القسرية للأسرى المضربين سلاح العاجز أمام صمود الأسرى
خيار العجز أمام صمود الأسرى
بدوره، أكد مدير مركز الأسرى للدراسات د. رأفت حمدونة لــ«المجتمع» أن التهديد بالتغذية القسرية من قبل الاحتلال يعبر عن خيار العاجز أمام صمود الأسرى وإيمانهم بعدالة قضيتهم.
وأشار حمدونة إلى أن هنالك تخوفات على حياة الأسرى المضربين عن الطعام في أعقاب مثل هذا الخيار، في ظل تدهور الأوضاع الصحية للأسرى المضربين الذين قد يملؤون المستشفيات «الإسرائيلية» في غرف طوارئ قد تقام لهم خصيصاً لإجراء هذه العملية غير القانونية، لافتاً النظر إلى أن صحة الأسرى المضربين عن الطعام في خطر، وهناك أعراض غير مطمئنة عليهم كنقص الوزن، وعدم القدرة على الحركة وحتى الوقوف، ونقصان في نسبة السكر في الدم، وانخفاض في مستوى الضغط، وآلام حادة في الرأس والمفاصل، وغير ذلك من أعراض.
وناشد حمدونة كلاً من الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي ومكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، بالتدخل والضغط على الاحتلال للقبول بمطالب الأسرى وحمايتهم من الممارسات الصهيونية التعسفية، وعلى رأسها التهديد بالإطعام القسري كنوع من التعذيب، وفق بيان سابق للأمم المتحدة التي ترى أن الإطعام الناجم عن التهديد أو الإكراه أو القوة أو استخدام القيود الجسدية للأفراد الذين اختاروا اللجوء إلى الإضراب عن الطعام كوسيلة أخيرة للاحتجاج على اعتقالهم يرقى إلى حد المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة، حتى لو كان الهدف منه مصلحتهم.
محاولات فاشلة لكسر إرادة الصمود للأسرى
من جانبه، أكد محمد الشقاقي، من مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى لـ«المجتمع»، أن الاحتلال الصهيوني يلجأ إلى استخدام أسلوب التغذية القسرية لكسر إضراب الأسرى المضربين عن الطعام، ويتم هذا الأسلوب لإرغام الأسير المضرب عن الطعام على تناول الطعام والسوائل، حيث يتم ربطه بكرسي، أو يمسك به بالقوة سجانون، أو ممرضون إذا كان ذلك في المستشفى، ويتم تثبيت رأسه لمنعه من التحرك، ثم يقوم شخص آخر بإدخال أنبوب بلاستيك (بربيش) عن طريق الأنف حتى يصل إلى المعدة، ثم يضخ سائل لزج إلى المعدة مما يشكل خطورة حقيقية على حياة الأسرى.
الشقاقي: لن ينجح الاحتلال الصهيوني في كسر إرادة الصمود للأسرى
وشدد الشقاقي على أن مخاطر التغذية القسرية تتمثل في حدوث الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو أنواع العدوى الأخرى نتيجة لإدخال أدوات التغذية مثل الأنابيب والقسطرات والحقن وتركها لفترات طويلة، حيث تشكل بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا عليها.
جريمة حرب
في السياق، قال رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبدالعاطي لــ«المجتمع»: إن التغذية القسرية نوع من التعذيب الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى المضربين عن الطعام، ويرقى لجرائم حرب يستوجب الملاحقة عليها في القانون الدولي، وهي تنتهك كل المعايير الدولية، وعملية إجبار الأسرى على التغذية القسرية تجاوز لكل القوانين الدولية، ونخشى على حياة الأسير خضر عدنان الذي يخوض معركة الأمعاء الخاوية منذ أكثر من 85 يوماً، من الإقدام على تغذيته قسرياً في محاولة يائسة لإنهاء صموده ومعركته المستمرة رفضاً لاعتقاله.
عبدالعاطي: التغذية القسرية جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي
شهداء التغذية القسرية
وللاحتلال الصهيوني سجل حافل بأسلوب التغذية القسرية، حيث استخدم هذا الأسلوب بحق الأسرى في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث استشهد 4 أسرى بعد تغذيتهم قسريًا، وهم: عبدالقادر أبو الفحم الذي ارتقى شهيدًا عام 1970، وراسم حلاوة الذي ارتقى شهيدًا عام 1980، وعلي الجعفري الذي ارتقى شهيدًا عام 1980، وإسحق مراغة الذي استشهد عام 1983.