فضيحة الهلتون:
لقد حدث في ليلة رأس السنة الميلادية وفي فندق هلتون فضيحة سُكْر وعربدة وشجار حاد وضرب تدخل رجال الأمن فيه، فمن المسؤول عن ذلك؟ ومن المسؤول عن حفلات السُّكْر والرقص والعربدة التي تحدث في الفنادق الأخرى أيضاً؟
لقد بحت أصوات المخلصين بمطالبة المسؤولين بإيقاف هذا المجون في الفنادق، وكان من بيدهم إيقاف هذه الاتجاهات الخطرة على مستقبل الكويت وأجيالها لا يسمعون ولا يريدون أن يسمعوا.. وأما الآن وبعد هذه الفضائح المتكررة فلم يعد ثمة عذر، وعلى المسؤولين أن يصدروا أمراً بإيقاف الرقص والمجون في الفنادق وغيرها، وأن يحصر عمل الفنادق في إيواء الضيوف والمسافرين وإطعامهم، وإذا كانت حجة بعض أصحاب الفنادق أنهم يخسرون مادياً إذا لم يستخدموا فرق الموسيقى ويقوموا بحفلات الرقص والمجون.. إلخ، فهل هذا يوجب السكوت على هذا الخطر الماحق وهذا الفحش الذي سيتسرب لبيوتات الكويت وعوائلها؟ وهل نضحي بالفضيلة والخُلُق ونتعرض لسخط الله في سبيل كسب مادي لأصحاب الفنادق؟
ونظرة إلى من حضر تلك الاحتفالات تعطي صورة قاتمة وانطباعاً بأن هذا الداء سوف يتسرب ويستشري، وعندئذ لا ينفع الندم، والمسؤولون مطالبون بالمبادرة بتطهير الكويت وفنادقها ورسم سياسة أخلاقية سليمة وتشديد الرقابة والعقوبة على أصحاب الفنادق، وعلى المسؤولين أن ينهجوا نهجاً إسلامياً في تخطيطهم لحماية الكويت ومستقبلها من الانزلاق في مجاهل ومتاهات الغرب الكافر ومن الانسياق وراء عاداته القذرة، وإلا فإنهم مسؤولون بين يدي الله عن الضياع المحقق إذا ترك الحبل على الغارب، وإننا لندعو المسؤولين لإلقاء نظرة فاحصة على كتاب الله وعلى مصير الأمم المخالفة لتعليمات الله وشرعه؛ لقد دمر الله بنيانهم من القواعد.
(فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) “العنكبوت:40”.
مجلس الجامعة بين التخطيط والارتجال:
التعليم العالي مسؤولية كبيرة، وأمانة جسيمة، ومسؤوليتها وأمانتها وعضويتها يجب ألا تترك للاختيار المرتجل، بل الواجب يقضي أن تحدد صفات العضو الذي يدخل مجلس الجامعة على أن يكون ممن يوثق بدينه وأمانته وكفايته العلمية، فإذا كان العضو نظيفاً في ماضيه وحاضره، ورعاً في سلوكه يرعى الأمانة ويضع نصب عينيه سلامة الأجيال من الكثير مما يتعرضون له حالياً من تيارات متلاطمة واتجاهات منحرفة وتخبط في جاهلية عمياء، فإذا كان اختيار الأعضاء من هذا الصنف الفاضل فأنعم به من اختيار، وسوف نطمئن على أجيالنا وعلى سلامتهم، وإذا كان الاختيار يتم خبط عشواء وحسب الأهواء والأغراض والمصالح فسوف نعرض أجيالنا إلى دمار مهلك وإلى انحراف خطير وضياع محقق.
ويأتي هنا واجب الحكومة لتستعرض شخصيات الأعضاء، فإذا كانوا من الصنف الأول ذوي الدين والخُلق والأمانة فنقول حينئذ: إن الحكومة أدت واجبها وأحسنت الاختيار، وأنها بحق حريصة على سلامة أبنائها.
وإذا كان أعضاء مجلس الجامعة اختيروا ممن لا يطمئن لدينهم وخُلقهم وأمانتهم وكفاءتهم العلمية من ذوي الاتجاهات الهدامة، فواجب الحكومة عندئذ المبادرة السريعة لتصحيح أوضاع المجلس وعزل كل مفسد لا يرعى لله حرمة.
[1] العدد (43)، عام 1971م، ص7.