هذه الرسالة للشيخ القدوة عماد الدين أحمد بن إبراهيم بن عبدالرحمن الواسطي المعروف بابن شيخ الحزاميين، وهي رسالة لطيفة منيفة بعثها لكوكبة من المشايخ الأعلام من أصحاب شيخ الإسلام ابن تيمية، يوصيهم فيها بملازمة الشيخ والحث على اتباع طريقته، في وقت تكالب عليه فيه أهل البدع والضلال والباطل من الطرقية والمتزلفين والمنتفعين.
وكان من ضريبة الدعوة إلى الله والقيام بمهمة الإصلاح: تألب أهل البدع والمنافقين ضد الذين هم بالحق قائمون، في زمان ابتعد فيه الكثير عن الدين القويم اعتقاداً وتعبداً، فكان المتعيِّن على أهل العلم أن يرشدوا الناس إلى ما هو الحق، ولا تأخذهم في ذلك لومة لائم.
ومما لا بد منه لمن قام بواجب هذا الدين، فلم يحتمل أهل الباطل أن يروا تصدر الحق وأهله، وقد صار لهم صولة وجولة، فضاق ذرعهم من سماعه، حتى بلغ حقدهم الزبى.. كما نرى ذلك يتكرر في كل زمان ومكان، فكل من أخذ بالحق وسبيله حاربه دعاة الباطل وأهله.
وقد قام المؤلف بالاعتناء بهذا الأثر، وترجم للمصنف معرِّفاً به، وقام بالتعليق في بعض المواضع بما دعت إليه الحاجة.
وهذه الرسالة ينصح بها لكل ناشد للحق يبغي الوقوف على حقيقة ما كان عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وبيان زيف خصومه، ويصبر على التوحيد والسنة مثلما فعل هؤلاء الأكابر.