“مات الولد برصاصة”، حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة في 30 من سبتمبر عام 2000، في جنوب مدينة غزة بعد تفجر انتفاضة الأقصى، جريمة هزت العالم لبشاعتها، خاصة وأن الطفل محمد الذي يعد في نظر الشعب الفلسطيني “أيقونة الانتفاضة”، استشهد وهو يحتمي بوالده، ولكن رصاص الاحتلال الصهيوني الغادر نال من طفولته البريئة، ولم يكن الطفل محمد الدرة الوحيد الذي قتلته قوات الاحتلال الصهيوني، فقد استشهد آلاف الأطفال الفلسطينيين برصاص وصواريخ ومدفعية الاحتلال الصهيوني، واحترقت أجسادهم الغضة، ولم يتم التعرف في بعض الحالات على ملامح طفولتهم البريئة، بعد استهدافهم هم وعائلاتهم بصواريخ الاحتلال الصهيوني خاصة خلال الحروب على قطاع غزة.
استهداف الطفولة الفلسطينية
وقد وثقت تقارير حقوقية فلسطيننية استشهاد 2272 طفلاً فلسطينياً منذ استشهاد الطفل محمد الدرة عام 2000، من بينهم 42 طفلاً استشهدوا العام الجاري في قطاع غزة والضفة الغربية.
من جانبه، قال الباحث الحقوقي حسين حماد لــ”المجتمع”: إن معظم الأطفال الذين استشهدوا منذ عام 2000 في قطاع غزة والذين يبلغ عددهم نحو 1700 طفلاً قضوا في عمليات قصف صهيوني على منازلهم خلال الحروب الخمسة التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على القطاع، من خلال قصف أحياء سكنية بأكملها على ساكنيها بمن فيهم الأطفال والنساء.
ولفت حماد إلى أن استشهاد الطفل محمد الدرة في بدايات تفجر الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 كان بمثابة بداية لمحرقة الصهاينة بحق الطفولة الفلسطينية التي أزهقت مدفعية وصواريخ ورصاص الاحتلال الصهيوني أرواحهم دون اكتراث للقوانين والمواثيق الدولية، ولا زال الاحتلال يمارس عمليات القتل والاستهداف بحق الطفولة الفلسطينية.
ولا يمر يوم دون أن يستهدف الصهاينة الطفولة الفلسطينية، فثم حصار صهيوني ظالم على قطاع غزة فرضه الصهاينة عام 2006، أزهق حياة المئات من الأطفال الذين لم تتوفر لهم للعام 17 على التوالي سبل الرعاية الصحية الكاملة التي تسببت حسب تقارير للأمم المتحدة في آثار عميقة وخطيرة على صحة الأطفال الفلسطينيين.
وتشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى أن معظم الأطفال الفلسطينيين الذين ولدوا قبل 15 عاماً يعانون من فقر الدم وعدم اكتمال النمو وسوء التغذية وقصر القامة، وعزت المنظمة الأممية ذلك للحصار “الإسرائيلي” الذي حرم عائلات هؤلاء الأطفال من قوت يومهم، والارتفاع الكبير في نسب البطالة والفقر.
بدورها، أوضحت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية أن انتفاضة الأقصى وما بعدها شكلت مرحلة خطيرة في استهداف الطفولة الفلسطينية، فبعد استشهاد الطفل محمد الدرة وافلات الاحتلال الصهيوني من العقاب قتل واعتقل الاحتلال آلاف الأطفال الفلسطينيين.
ووثقت هيئة شؤون الأسرى اعتقال الاحتلال الصهيوني نحو 21 ألف طفل ولازال الاحتلال يعتقل 172 طفلاً منهم، وقد تعرض هؤلاء الأطفال لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.