يُعد كتاب «جدد حياتك» للشيخ محمد الغزالي مرجعًا نموذجيًا لكل من يريد أن يجدد طاقته الإيمانية والروحية لكي يستطيع مواجهة الابتلاءات ونوائب الدهر التي تعتري كل إنسان منا بين الحين والآخر.
وهو كتاب يمد قارئه بمزيد من النشاط، ويمنحه جرعة جيدة من التفاؤل ونبذ التشاؤم؛ لأنه يؤصل للنظرة الصحيحة التي يجب أن يكون عليها المسلم في خضم مواجهته لمجريات الحياة وأحداثها المتعددة.
وللعلم فالكتاب عبارة عن مقاربة إسلامية بقلم الشيخ محمد الغزالي لكتاب المؤلف الأمريكي ديل كارنيجي الشهير «دع القلق وابدأ الحياة».
وإذا أردنا أن نتجول في بستان الكتاب ونطوف في جولة سريعة حول صفحاته، سنجد أن هناك عنوانين كثيرة مفردة، بغير فصول وأبواب كما اعتاد الكتّاب مؤخرًا في تصنيفهم لمؤلفاتهم، ولكن يمكننا إجمال هذه العنوانين المفردة في أبواب عبر الاجتهاد؛ لأنه يوجد رابط مشترك يجمع بين كل عدد منها، فمثلًا يمكننا تبويب أبواب رئيسة بعنوان «مع الله»، و«مع الناس»، و«مع الذات».
الباب الأول: «مع الله»:
يندرج تحت هذا الباب عدة مفاهيم وأفكار مهمة يجب أن يعيها المسلم، ومنها التعامل الصحيح مع قضية القضاء والقدر، وحسم الجدل الغائب الحاضر حول هذه المسألة والشبهات المتعلقة بها، وتبيين التناقض الكبير بين الإيمان والإلحاد، كما يقف الشيخ الغزالي وقفات تأملية من أجمل ما تكون مع روحانية الرسول صلى الله عليه وسلم.
الباب الثاني: «مع الناس»:
يندرج تحت هذا الباب عدة أخلاقيات ومفاهيم مهمة للتعامل مع البشر، وفق آداب الشرع الحنيف والأخلاق المحمدية، فنجد الشيخ الغزالي يرسخ في هذا الإطار قيمة بذل الوسع مع عدم انتظار الشكر من أحد، والحرص على نقاء الظاهر والباطن وتطابقهما؛ لأن هذا ما يليق بالمسلم، بجانب التأكيد على أن الشجرة المثمرة ستتعرض حتمًا للنقد، فيضع نموذجًا محكمًا للتعامل مع هذا النقد وفق أسس سليمة.
الباب الثالث: «مع الذات»:
يندرج تحت هذا الباب سلوكيات يجب أن يقوم بها المسلم لكي ينعم بحياة هادئة ساكنة بعيدًا عن صخب الحياة ومنغصاتها، فنجد الشيخ الغزالي يتناول الطريقة المثلى للتفكير التي يجب على المسلم اتباعها لكي يجدد حياته بشكل يومي بعيدًا عن الهموم ويوضح كيفية تجنب أسباب القلق، كما يتطرق للسلوك والعادات التي عادة ما يتلبس بها المرء دون مراجعتها من وقت لآخر ووزنها بميزان المحاسبة وتغييرها إن لزم الأمر، ويختم هذا كله بأهمية توافر المرونة النفسية بين الثبات والأناة وعدم الاستغراق في البكاء على ما مضى مهما كان عظيمًا في نظر المرء.