اغتيل قائد حركة «حماس» في لبنان، فتح أمين شريف (أبو الأمين)، إلى جانب عائلته الكريمة -زوجته وابنه وابنته- في عملية غادرة نفذها الاحتلال «الإسرائيلي»، كان هذا الاغتيال المفاجئ صدمة موجعة لا توصف، خاصة أنه استهدف قائدًا عاش حياته مفعمًا بالعطاء ومكرسًا لقضيته ووطنه.
أبو الأمين لم يكن مجرد قائد مجتمعي، بل كان رمزًا لفلسطينيي لبنان، محبًا للجميع، قريبًا من الكبير والصغير، كان قائدًا من قادة المهجر واللجوء، رجلًا ثابتًا على مواقفه، صادقًا في إيمانه بقضيته، لا يعرف التراجع ولا الخوف، رغم كل التهديدات التي واجهها، ترك أثرًا عظيمًا في نفوس من عرفه، وكان رمزًا للفداء والرجولة، يقف بكل قوة وإرادة في وجه العدو.
استشهاد فتح أمين شريف (أبو الأمين) بهذه الطريقة البشعة، باستهداف بيته فجرًا في مخيم البص بلبنان، وفي هذا الظرف العصيب، يعكس مدى وحشية هذا العدوان الغاشم الذي لم يعد يفرق بين رجل وامرأة أو طفل، ورغم الألم الذي يعتصر قلوبنا، فإننا نحتسبه عند الله من الشهداء، متيقنين أنه قد ترك خلفه إرثًا خالدًا من القيم والمبادئ والرجال الذين سيواصلون مسيرته بكل ثبات وإيمان.
كان أبو الأمين صامدًا وثابتًا وواثقًا من طريقه، لم يخرج من قلعته رغم التهديد والخطر المحدق به، ورغم نصائحنا المتكررة له بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، كان يرد دائمًا بكلمات ملؤها الصبر والاحتساب والرجولة، لم يهب تهديدات العدو، بل ظل ثابتًا في مواقفه، مؤمنًا بقضيته حتى آخر لحظة في حياته.
كانت تربطني بأبي الأمين علاقة خاصة، كان إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في كل زيارة لي إلى لبنان، كان يخصص لي وقتًا للجلوس والحديث، ويبث لي طمأنينته وحكمته، كان مهتمًا بالإعلام ويتابع تجربتنا في هذا المجال، وكان دائمًا يشجعنا ويثني على جهودنا في مؤسسة «فيميد» للإعلام، خسارته اليوم كبيرة على المستوى الوطني والشخصي، فقد كان رمزًا وشخصية لا تعوض.
في رحيل أبي الأمين، لنا وقفة؛ فهذا الرجل كان صادقًا، كان قريبًا من القرآن، كان رائعًا، وكان إنسانًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، خسارته مؤلمة لكل من عرفه وتعامل معه، رحم الله شهيدنا الغالي.
وهنا أخص بالتعزية قيادة حركة «حماس» وكل من أحب أبا الأمين وعمل معه في ساحة لبنان، نعلم أن الفقدان عظيم، ولكن هذه هي المعركة وهذه قواعدها، نعلم أن مصيرنا إما النصر أو الشهادة، بإذن الله.
اللهم ارحم شهيدنا الغالي أبا الأمين وعائلته الكريمة، واجعل مثواهم الجنة، وارزقنا الصبر والسلوان، آمين.