5% من واردات بكين من النفط مصدرها جنوب السودان
لقد عادت الصين إلى الأمم المتحدة محمولة على أعناق الإخوة الأفارقة الزعيم الصيني «ماو تسي تونج»
أنشأت الصين في أفريقيا 3300 كم من الطرق و30 مستشفى و50 مدرسة و100 محطة لتوليد الطاقة في أكثر من 40 دولة أفريقية
أرسلت الصين ما يقارب 1600 طبيب إلى المناطق الريفية الأفريقية
5% من واردات بكين من النفط مصدرها جنوب السودان
مؤلم أن تكون القارة السمراء الأفقر في العالم والأكثر اضطراباً ومشكلات اجتماعية على الرغم من أنها الأغنى والأكثر هبات من الخالق عز وجل في مختلف المتطلبات التي يحتاجها البشر للنهوض، فنحن نتحدث عن 1.111 مليار من الثروة البشرية، وبحسب موسوعة التكامل الاقتصادي الأفريقي، فإن الأراضي الزراعية ذات الإمكانات الإنتاجية المرتفعة تشكل نسبة 8% من مساحة القارة، حيث تبلغ مساحتها مليونين و300 ألف كم2 (2300000)، منها 700 ألف كم2 أراض ذات إمكانيات ممتازة تتركز في الهضبة الإثيوبية ودلتا نهر النيل، ومليون و600 ألف كم2 ذات إمكانات جيدة، وتتركز في وسط وجنوب شرق القارة وفي بعض مناطق الغرب، وتصلح هذه الأراضي لإقامة زراعات استوائية معيشية أو مروية مع تربية الماشية، وكذلك زراعات نقدية.
كما يوجد بها 75 مليار برميل من احتياطي النفط، وبما نسبته 9% من الاحتياطيات العالمية لهذا المورد الحيوي، وتنتج أفريقيا حوالي 300 مليون طن منه لتوليد الطاقة، إلى جانب 22 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، وبنسبة 7.5% من إجمالي الإنتاج العالمي من هذا المورد الاقتصادي، وتمتلك القارة الأفريقية 95% من احتياطي الماس في العالم، وتنتج 50% من معدل الإنتاج العالمي من هذا المعدن الثمين، كما أنها تنتج 70% من معدل الإنتاج العالمي من الذهب، و33% من النحاس، و 76% من الكوبالت، وتمتلك أفريقيا 90% من احتياطي العالم من البلاتين، وتنتج حوالي 75% من هذا المعدن، كما أنها تنتج 9% من الحديد، ويتراوح احتياطييها من الحديد والمنجنيز والفوسفات واليورانيوم من 15 – 30% من إجمالي الاحتياطي العالمي من هذه المعادن والموارد الطبيعية.
تنافس عالمي
ما سبق من أرقام لم يغنِ عن وقوع أفريقيا وشعوبها في غياهب الجهل والظلم والانحدار الحضاري، ففيها وحدها الدكتاتورية السياسية بأبشع صورها، والتخلف الثقافي، والانفصال عن حضارتها والتنكر لها، وبها كل مظاهر التخلف الفكري الذي جعل من المذابح والقتل والعنف سمة بارزة بين أغلب شعوبها.
اقتصاد يغلب العسكرة
لا أحد ينكر أهمية أفريقيا للنظام الدولي وقواه العالمية، إلا أن أكثر فاعلين هما الصين وأمريكا، وكلتاهما لها إستراتيجية وسياساتها تجاه السيطرة والاستحواذ على خيرات ومقدرات أفريقيا، لكن يوجد مفارقات بين كلتا الدولتين، وإن اتفقتا في البحث عن المصالح، ومن تلك المفارقات:
– تعتمد الصين بشكل أساسي على استخدام الأبعاد الاقتصادية في سعيها للسيطرة على أفريقيا، فحتى الآن وقَّعت الصين مع 48 دولة أفريقية على اتفاقيات بشأن أموال المساعدات، ووقَّعت الصين مع 22 دولة أفريقية على اتفاقيات إطارية بشأن قروض بشروط ميسرة، لدعم 33 مشروعاً، في مجال الإعفاء من الديون، تم إعفاء 32 دولة أفريقية من 150 ديناً، على عكس الولايات المتحدة التي تفرض نفوذها عبر القوة العسكرية.
– ركزت الصين في تواجدها في أفريقيا على تحقيق المصالح؛ فعمَّقت من جذورها، وسارعت من نمو العلاقات، واستطاعت خلال عشر سنوات أن يرتفع مقدار التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا من 10.6 مليار دولار في عام 2000م إلى 200 مليار دولار في نهاية عام 2013l.
– استطاعت الصين عبر سنوات من التواصل ومحاولة قراءة شعوب أفريقيا أن تستخدم عنصر الفرص للتوغل أكثر في الأسواق الأفريقية، فقد فهم الصينيون معاناة الأفارقة نتيجة ضعف الدخل والفقر؛ فسعوا للاعتماد في رؤيتهم التجارية والتسويقية على جعل السلعة الصينية أرخص ما في المتناول، وقد تحقق ذلك بالفعل، وربما تشهد السنوات القادمة اختفاء تاماً للسلع الغربية في الأسواق الأفريقية؛ لعدم قدرتها على منافسة السلعة الصينية الأرخص.
– استطاعت الصين أن تبني علاقاتها على شيء من الاحترام، وعدم البحث عن الهيمنة المطلقة أو التدخل في شؤون الآخرين، على عكس الولايات المتحدة، وظهر ذلك في القروض الميسرة والاستثمارات دون شروط، إضافة للمساعدات الجزيلة، والتي عادة ما تكون في الغالب مساعدات عينية ملموسة، وهو ما ساهم في دعم التواجد الصيني على حساب الأمريكي.
– عُمق العلاقات الحضارية الثقافية بين الصين والشعوب الأفريقية مثَّل عاملاً مساعداً في دعم التواجد الصيني في أفريقيا على حساب التواجد الأمريكي، حيث تقوم رؤية الصين الاقتصادية على أساس أن قضية الانفتاح على أفريقيا هي عقيدة اقتصادية وسياسية واجتماعية، مثلما هي مصيرية أيضاً, ومتعلقة بالامتداد الثقافي والتاريخي لكلا الطرفين.