أكد محلل نفطي كويتي أنه وبالرغم من وجود وفرة في المعروض، سيشهد الربع الثالث من عام 2015م تعافياً في أساسيات السوق لاسيما بالنسبة للطلب على النفط.
وقال المحلل النفطي محمد الشطي في تصريح لـ”وكالة الأنباء الكويتية” (كونا) اليوم: أن هذا التعافي الذي سيشهده السوق سيكون بشكل كبير نتيجة لزيادة الطلب على النفط؛ بسبب موسمي، حيث سيبدأ ارتفاع الطلب على الجازولين في الولايات المتحدة الأمريكية وعودة المصافي للتشغيل من برامج الصيانة.
ولفت إلى أن عموم أسعار نفوط الإشارة شهدت ارتفاعاً خلال النصف الأول من عام 2015م، حيث ارتفع نفط خام برنت من 48 دولاراً للبرميل في شهر يناير 2015م ليصل إلى 62 دولاراً للبرميل في يونيو 2015م؛ أي أنه ارتفع بمقدار 14 دولاراً للبرميل.
وأوضح أن نفط خام غرب تكساس المتوسط ارتفع من 47 دولاراً للبرميل في شهر يناير 2015م ليصل إلى 60 دولاراً للبرميل في يونيو 2015م؛ أي ارتفع بمقدار 13 دولاراً للبرميل.
وذكر أن الفروقات ما بين نفوط الإشارة تقلصت بشكل كبير لتصبح أسعار النفوط متقاربة، مؤكداً أن للفروقات دلالات معينة، فعندما تتقلص الفروقات ما بين نفطي الإشارة برنت ودبي؛ فإن ذلك يعني أن النفوط الأفريقية تصبح أكثر جدوى للشراء بالنسبة للمصافي الآسيوية، وهو ما يفسر زيادة الإقبال على شراء النفوط الأفريقية في الأشهر الأخيرة.
وأضاف: كما أن ارتفاع أسعار نفط خام دبي مقارنة ببقية النفوط بشكل واضح يعني تناقص هذه النوعية من النفوط في السوق مقارنة مع مستوى الطلب في آسيا، خصوصاً مع تعافي في هوامش أرباح المصافي؛ ولذلك استفادت النفوط الخليجية من ذلك وارتفعت أسعارها في سوق النفط في آسيا، ولعل ما تشير إليه الفروقات في أسعار نفوط الإشارة توضح بأننا مقبلون على خفض في أسعار النفوط الخليجية خلال الفترة المقبلة لتكون أكثر منافسة في السوق.
وأفاد الشطي بأن تقلص الفروقات ما بين نفوط الإشارة وكذلك تقلص حالة البيع المستقبلي بأسعار أعلى في أسواق الغرب (الكونتانغو) يعني الإقبال على حركة سحب من المخزون النفطي خلال الأشهر المقبلة.
وبين أنه إذا صح ذلك، فإن ذلك يعني أن السوق في طريقها للتوازن وخفض الفائض، وهو ما يدعم أسعار النفط بالرغم من هبوط خام برنت حالياً مع ارتفاع المخاوف بشأن تفكك منطقة اليورو مع احتمالية خروج اليونان من عضويتها.
وأشار إلى أن المستثمرين يخشون على اقتصاد منطقة اليورو مع اتساع حدة الخلاف بين اليونان والدائنين وقرار وزراء مالية منطقة اليورو بعدم منح اليونان مزيداً من المساعدات المالية في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة اليونانية تعليق العمل في البنوك والبورصة وفرض قيود على سحب الأموال من المصارف.
واتفق الشطي مع دراسة حديثة أكدت أنه بناء على تحسن إنتاجية الحفر وخفض تكاليف الإنتاج مقارنه مع الحالة في بداية عام 2015م، فإن ذلك قد يساهم في إيجاد ظروف تشجع على استمرار ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي خلافاً للتوقعات في الصناعة؛ وبالتالي يتأخر توقيت هبوط إنتاج النفط الصخري على أساس شهري.
وقال: إن إنتاج “أوبك” من النفط في ارتفاع وبلغ 31 مليون برميل يومياً خلال شهر مايو 2015م، كذلك الأمر بالنسبة لإنتاج العراق من النفط والذي ارتفع من 3.4 مليون برميل يومياً في شهر يناير 2015م إلى 3.8 مليون برميل يومياً في شهر مايو 2015م.
وأشار إلى أن إنتاج ليبيا يبقى يدور حول 400 ألف برميل يومياً بالرغم من الحديث عن آفاق تعافي الإنتاج باتجاه المليون برميل يومياً، ولكن حالة عدم الاستقرار هي الدافع وراء ذلك.
ولفت الشطي إلى أن تطورات المفاوضات الإيرانية مع المجتمع الدولي حول الملف النووي يظل هو الموضوع الأبرز الذي يحظى باهتمام كبير؛ لأنه سيفضي في نهاية المطاف إلى ارتفاع المعروض في سوق النفط إلى جانب أن تطورات الأزمة اليونانية في أوروبا لها تأثير كبير على الأسعار في الوقت الراهن.
يذكر أن سعر برميل النفط الكويتي انخفض 65 سنتاً في تداولات أمس ليبلغ 57.15 دولار أمريكي، كما انخفض سعر عقود نفط خام الإشارة مزيج برنت عند التسوية 1.25 دولار ليصل إلى 63.01 دولار للبرميل، وانخفض سعر عقود الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) عند التسوية 1.30 دولار ليصل إلى 58.33 دولار للبرميل.