ما أجمل أن تقرأ في العقائد؛ بل في أجلِّ العقائد قدراً، وأعمقها أثراً، وهي العقيدة في الله تعالى، ويزداد الأمر جمالاً وجلالاً إذا كان الكاتب رجلاً وهب حياته لما آمن به واعتقده؛ فتأتي كلماته حية نابضة، ومعانيه فياضة دافقة، ومشاعره عذبة رقراقة.
فمع رسالة “الله في العقيدة الإسلامية” للأستاذ حسن البنا، الذي رسم منهجه وطريقه في البداية قائلاً:
“وإني لأتمثل الآن فريقين من المؤمنين: فريق الصدر الأول الذي تلقى العقيدة الإسلامية ألفاظاً مبسطة تنبض بالحياة وتفيض بالشعور وترف بالجمال والوجدان، وتوجه إلى العمل الصالح المنتج؛ فلا يعلم للإيمان معنى إلا ما صوره به القرآن الكريم في قول الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11}) (المؤمنون).
وفريق العصر الأخير الذي تلقى العقيدة هذه العقيدة مصطلحات فلسفية معقدة، وكلمات فنية جامدة ميتة تكد الذهن وتتعب العقل وتضايق الروح وتتشعب الفكر في أودية الفروض والأخيلة والقضايا والبحوث والمقدمات، والنتائج لا نهاية لها.
أتمثل هذين الفريقين فأعتقد أن من واجبنا أن نعود سريعاً إلى ما كان عليه سلفنا الصالحون، وأن نستقي العقيدة من هذا النبع الصافي الذي لا لبس فيه ولا غموض”.
لمطالعة الرسالة كاملة: