اختتم مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية أعماله، أمس الثلاثاء، بالاتفاق على تشكيل “لجنة لصياغة إصلاح دستوري”، للإسهام في تسوية سياسية للأزمة السورية القائمة منذ عام 2011، تحت رعاية الأمم المتحدة، وفق البيان الختامي.
وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، في مؤتمر صحفي ختامي: إنه تم الاتفاق على تشكيل اللجنة الدستورية من الأطراف السورية المشاركة في المؤتمر، وحتى من قوى المعارضة التي لم تشارك في المؤتمر.
وجاء في البيان الختامي أن “الاتفاق النهائي على ولاية وصلاحيات ولائحة إجراءات ومعايير اختيار أعضاء اللجنة (الخاصة بالإصلاح الدستوري) سيتم عبر العملية، التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف (محادثات السلام)”.
بدوره، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا: إن المؤتمرين اتفقوا في بيانهم الختامي على تشكيل لجنة دستورية، تتألف من وفد الحكومة ووفد معارضة واسع التمثيل، لصياغة إصلاح دستوري، بهدف الإسهام في التسوية السياسية، تحت رعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن (2254).
وأضاف دي ميستورا، خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الذي عقد ليوم واحد، أن أي لجنة دستورية ينبغي أن تتألف على الأقل من الحكومة وممثلي المعارضة في المحادثات بين السوريين بجنيف والخبراء والمجتمع المدني والمستقلين وزعماء القبائل والنساء، وسيتم الحرص على ضمان التمثيل الكافي للقادة الإثنيين والدينيين في سورية”.
وختم بقوله: “اسمحوا لي أن أذكر بأن جميع السوريين يسعون إلى بيئة آمنة وهادئة ومحايدة لصياغة الدستور، ويحتاجون إلى وقف دائم لإطلاق النار، والوصول الكامل إلى المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين والمختطفين والمفقودين”.
وبشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي، قال المبعوث الروسي الخاص إلى سورية: “حاولنا أن تمثل قوائم المدعوين جميع شرائح المجتمع السوري، بما فيها معارضة الخارج والحكومة”.
وتابع لافرنتييف: “شارك في المؤتمر نحو 1390 مشاركاً، و34 مراقباً دولياً، 19 منهم من الأمم المتحدة، إضافة إلى مراقبين من بريطانيا وفرنسا وعددهم كان قليلا”.
وشارك في مؤتمر الحوار السوري مئات من السوريين، معظمهم موالون لنظام بشار الأسد، إضافة إلى أحزاب ومجموعات معارضة، بينها معارضة الداخل.
بينما رفضت العشرات من فصائل المعارضة المقاتلة وكذلك هيئة المفاوضات التابعة لقوى الثورة والمعارضة السورية، حضور المؤتمر، وسط اتهامات لروسيا بالانحياز التام للنظام السوري.
كما غابت عن المؤتمر الروسي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، التي تتهم نظام الأسد بعدم الجدية في مسار جنيف، الذي عقدت أحدث جولاته في فيينا، الأسبوع الماضي.