ذكرى “يوم الأرض” الـ42 في هذا العام لها طابع خاص تمثل بمسيرات العودة الحاشدة في كل المناطق الفلسطينية، والمواجهات التي انطلقت منددة بالاستيطان على الأرض وقرار ترمب المشؤوم بشأن القدس واختيار ذكرى النكبة الـ70 محطة لنقل السفارة الأمريكية للقدس.
فلسطينيون تحدثوا لـ”المجتمع” عن يوم الأرض والصراع القائم مع الاحتلال والمستوطنين على الأرض، وتمسكهم بأرضهم.
حياة تحت الزناد
الناشط الحقوقي عارف ضراغمة، موثق الانتهاكات “الإسرائيلية” في الأغوار يقول: “يوم الأرض” في الأغوار مليء بالأحداث الجسام، فهناك حياة الأهالي والمزارعين بين الدبابات والقذائف، فالدبابات تمر من جوار المساكن والخيام والبركسات، والقذائف تسمع أصواتها من قريب، والحواجز العسكرية تقيد الحركة، والمستوطنون يطاردون رعاة الأغنام والمزارعين ويمنعونهم من الرعي في أرضهم، وبالقرب من روضات الأطفال تكون التدريبات العسكرية، فالحياة في الأغوار تحت الزناد.
ويرى الناشط في مواجهة الاستيطان محمد زيد من قلقيلية في “يوم الأرض” قائلاً: إنه يوم ثقيل على الفلسطينيين في كافة المحافظات الفلسطينية، فالاحتلال والاستيطان لا يجعل للفلسطيني حياة حرة على أرضه، فمحافظة قلقيلية ابتليت بالمستوطنات التي تزيد أعدادها على 25 مستوطنة، وفيها من المستوطنين ما يشكل ربع المستوطنين في الضفة، فهناك أكثر من 90 ألف مستوطن في محافظة قلقيلية، وهذا العدد الهائل من المستوطنات والمستوطنين حول المحافظة إلى محافظة منكوبة، فهناك مصادرة لكل مقدرات الأرض، فقي محافظة قلقيلية أصبحت التجمعات السكنية فيها محاصرة بالأسيجة الأمنية والجدار والطرق الالتفافية والبوابات الأمنية.
تزوير للحقائق التاريخية
سعيد زيدان، رئيس بلدية دير أستيا المطلة على واد قانا الشهير، يقول عن “يوم الأرض”: واد قانا في “يوم الأرض” أصبح محمية طبيعية للمستوطنين، ويحظر الاحتلال علينا كبلدية إحداث أي تغيير فيه حتى لو كان هذا التغيير إضافة مقاعد للمتنزهين أو زراعة أشجار أو تمديد شبكة مياه لري الأشجار فيه، بل تعدى الأمر إلى هدم التاريخ فيه من خلال هدم خرب تاريخية، والمياه سرقت منه، ومجلس المستوطنات ينظم زيارات ميدانية لمدارس المستوطنين والجيل الصغير إلى واد قانا، ويقيم المحاضرات والندوات لتزوير الحقيقة التاريخية وصبغها بالصبغة التلمودية، حتى إن بعض المستوطنين استخدموا أراضي الوادي لحفلات زواجهم، فهم يخطفون كل شيء ويمنعون الفلسطيني من كل شيء.
ويرى اللواء المتقاعد واصف عريقات، الخبير الإستراتيجي، أن الاستيطان في “يوم الأرض” يأخذ منحى إقامة مشاريع سيادية على الأرض الفلسطينية، منها ما بات يعرف بـ”سكة الحديد” الذي سيشكل نقلة نوعية في عملية الاستيطان، وكيف أن الاستيطان أصبح له قيمة إستراتيجية لدى دولة الاحتلال وليس سيطرة الأرض فقط، ويدفع الثمن المواطن الفلسطيني.
أما رئيس مجلس قرية جيت جمال يامين شرق قلقيلية قال: تعيش قرية جيت كغيرها من قرى المحافظة مع صراع مستمر مع قطعان المستوطنين والاحتلال، فنحن ندفع فاتورة باهظة فالاحتلال يهدم المنازل من خلال ما يسمى بالإدارة المدنية، وقطعان المستوطنين يرعبوننا في حقولنا ومع ذلك نتمسك بأرضنا، ونقوم بإعمار الأرض بالرغم من التهديدات القائمة على الأرض، فكل من يذهب إلى أرضه كأنه ذاهب إلى ساحة حرب، ومع تزايد الأحداث الأمنية تزداد قيمة الفاتورة.