قال مراسل الأناضول، إن النظام السوري يواصل استقدام تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا جنوبي البلاد، في إطار التحضير لعملية عسكرية مرتقبة باتجاه معبر حدودي مع الأردن، وسط استعداد فصائل المعارضة للتصدي لها.
وتقوم أرتال قوات النظام بالمرور ليلاً إلى الثكنات العسكرية في شمال درعا وبلدة خربة غزالة على الأوتوستراد الدولي الرابط بين العاصمتين السورية دمشق والأردنية عمان، وتتألف من دبابات ومنصات صواريخ ورشاشات ثقيلة ومتوسطة.
وقال أبو شيماء الناطق باسم غرفة عمليات “البنيان المرصوص” (تجمع فصائل معارضة) في درعا، للأناضول، إن فصائل المعارضة رصدت عبور بعض الأرتال العسكرية إلى درعا من ريفها الشمالي والعاصمة دمشق، وتمركز بعضها في اللواء 32 قرب مدينة درعا، وأخرى على أطراف بلدة خربة غزالة.
وأضاف أن الفصائل استهدفت أمس رتلاً عسكرياً مؤلفاً من 12 دبابة قرب مدينة درعا، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام بينهم ضابطان، ما منع استكمال الرتل طريقه إلى المدينة.
وبيّن أبو شيماء، أن فصائل درعا رفعت درجة الجاهزية وتستعد للمواجهة العسكرية التي أصبحت “محتومة”، على حد قوله، بعد رفض الفصائل شروط النظام السوري لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن(تسيطر عليه قوات المعارضة منذ نيسان 2015)، والتي كان أبرزها “سيادة النظام على المعبر”.
من جهته، نفى أبو حسن المسالمة، القيادي العسكري في الجيش الحر، للأناضول، التوصل لاتفاق مع الجانب الأردني، لإعادة فتح معبر نصيب، نظراً للتعقيدات والشروط التي يضعها النظام السوري، وهي ما ترفضها الفصائل جملةً وتفصيلاً.
وتابع المسالمة، “النظام السوري يستغل حاجة الأردن لإعادة تشغيل معبر نصيب، ويضع شروطا تعجيزية، ويطمح من خلال ذلك إلى إعطاء ذريعة لهجومه العسكري، بدفع من القيادة العسكرية الإيرانية التي ترى في المنطقة الجنوبية مصلحة استراتيجية لها لموقعها الجغرافي”.
وأشار إلى أن فصائل المعارضة نقلت للجانب الأردني رفضها لأي مقترح يقضي بخروج فصائل المعارضة من الجنوب وإن كان ذلك بضمانة روسية، إنما تُصر جميع الفصائل على قرار المواجهة والدفاع عن مناطقها.
وأكد القيادي، استمرار المشاورات والاجتماعات بين بعض قادة الفصائل والجانب الأردني في العاصمة عمّان، متوقعاً أن تتضح ملامح المرحلة المقبلة في الجنوب السوري خلال وقت قريب جدا.