اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، معلمة مقدسية من مدينة القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بحسب “قدس برس”، بأنّ قوات الاحتلال اعتقلت المعلمة المرابطة هنادي الحلواني عقب دهم منزلها في مدينة القدس، واقتادتها إلى مراكز التحقيق الخاصة بها.
وتروي حلواني ما تعرضت له مؤكدة أنها كانت محاولة أخرى “فاشلة” لإبعادي عن الطريق الذي أسير فيه!”.
تؤكد حلواني، أنّ الحكاية بدأت باقتحام قوات الاحتلال، لبيتها، حاملين بأيديهم ورقة مخطوط في سطورها أمر تفتيش دقيق لبيتي.
وتضيف: “قلبوا البيت رأساً على عقب، وصادروا بعض ممتلكاته، واستهزؤوا بـ “ورق الدوالي والمقلوبة” التي كنتُ أعدها للمرابطين في ساحات الأقصى، ثم اقتادوني بلا رحمةٍ لغرف التحقيق”.
وتسكن المرابطة حلواني في منطقة وادي الجوز قرب المسجد الأقصى المبارك، وبدأت رحلة رباطها منذ كانت صغيرة، ولكن الرباط اليومي وعملها مدّرسة في المسجد بدأ منذ عام 2011، حيث تعطي الدروس وتقيم جلسات العلم من الساعة 7 صباحًا حتى 3 بعد الظهر، وبدأ بروز تأثيرها خلال عام من ذلك فبدأت قرارات الإبعاد منذ ذلك الحين ولا تزال مستمرة بحقها؛ لدورها في تجميع الطالبات والتصدي للمستوطنين حين يقتحمون المسجد الأقصى.
وتساءلت المعلمة الفلسطينية “لا أدري متى سيكف هذا الاحتلال عن ملاحقة نساءٍ لا يملكن سلاحاً ولا منصباً؟!،
وأضافت “متى ستحترم أجهزته وقواته نفسها وتدرك أي حمقٍ هو ذاك الذي يدفعك لتحرك جيشاً لاعتقال امرأةٍ عزلاء؟!”.
تشير هنادي أنها عندما وجهت هذه الاستنكارات للمحقق الصهيوني، رد عليها قائلاً: “انت لست امرأة، انت رجل بلباس امرأة”.
لتضيف: “نعم يا هذا نساؤنا رجال إذا ما جد الجد، ورجالنا لظى”.
وتوضح المحررة المقدسية، أن التحقيق معها استمر ثلاث ساعات، بذريعة أن وجودها في مدينة القدس خطر.
وذكرت أن الاحتلال أبلغها بإبعادها عن مدينة القدس كلها وأن تبحث عن بيت لها في الضفة.
وأضافت “جادلته (المحقق) وغضبت، رفضت الإبعاد ثم انسحبت لأتصل بالمحامي معترضةً على القرار. فلحق بي يخبرني أن قرار الإبعاد عن القدس لاغٍ”.
وتمضي: “لا أدري هل هو قرار مؤجل، أم أنها لعبة استفزاز وحرق أعصاب، لكن ما أؤمن به أنهم يمكرون بالخفاء أمراً كبيراً هذه المرة”.
ويلاحق الاحتلال المعلمات ممن كنّ يرابطن بشكل يومي في المسجد الأقصى المبارك من خلال إبعادهنّ عنه، بحجة أنهنّ يقمن بإعاقة عمل الشرطة، أو يعرقلن “الزيارات” (ويُقصد بها اقتحامات المستوطنين).
وحلواني تعدّ من النساء المقدسيّات اللواتي منع الاحتلال عنهن التأمين الصحي بسبب رباطها في الأقصى، كما أن اسمها كان من ضمن الأسماء التي عمّمتها الشرطة الإسرائيلية على أبواب المسجد الأقصى لمنعها من دخوله دون وجود أي قرار رسمي.
وسبق أن تعرّضت للعديد من الاعتقالات والاعتداءات والتحقيقات، إضافة إلى أوامر الإبعاد المتجددة سواء عن المسجد الأقصى أو البلدة القديمة، أو منع سفرها خارج فلسطين.