لقد فقدت الكويت والعالم الإسلامي كله رجلاً جليلاً من رجالات الكويت الأفذاذ، الذين كان لهم باع طويل في فعل الخير؛ حيث كان الساعد الأيمن لإخوانه في كل الأزمات التي مرت بالكويت، إنه الشيخ يوسف الحجي –رحمه الله تعالى- رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
لقد كان، رحمه الله، الجندي الأول في معركة التعمير وفي مد يد العون للمحتاجين داخل الكويت وخارجها، ولم يتوانَ لحظة عن مساعدة إخوانه المسلمين في أرجاء المعمورة.
ولقد كان سبباً في رفع اسم الكويت في كل أنحاء المعمورة في مجال الدعوة والعمل الخيري، وأبقى رايتها خفاقة بين الدول الكبيرة بما قدمته من دعم للإنسانية جمعاء دون تفرقة من خلال الجمعيات والمؤسسات الإغاثية التي أشرف عليها رجال مشهود لهم بالإخلاص والتفاني في العمل لصالح إخوانهم في الدين والإنسانية.
وكان من نتيجة هذا العمل الخيري أن أفرز رجالاً شهد لهم القاصي قبل الداني والبعيد قبل القريب مثل الشيخ يوسف الحجي، والعم عبدالله علي المطوع، رحمهما الله تعالى، وغيرهما الكثير ممن كان لهم باع طويل في العمل الإنساني والخيري، والذين يعجز القلم عن إحصائهم في هذا المضمار؛ فأينما يمَّمت وجهك في العالم تجد أثراً من آثار الكويت في العمل الخيري والإنساني والإغاثي مثل المدارس والمدن السكنية والآبار بأنواعها.
وسأذكر أمثلة لهذه الأعمال الخيرية الكويتية، منها مثلاً مشروع “بئر لكل بيت” الذي قمنا بتنفيذه في بعض البلدان الآسيوية مع الشيخ عبدالحميد البلالي، الذي كان له أثر كبير في نفوس المنتفعين به؛ حيث كانت فرحتهم بهذا المشروع لا توصف.
كذلك قمنا ببعض المشاريع الأخرى مثل شراء أراض زراعية وإعطاء ريعها للمحتاجين، وكذلك حفر آبار، وبناء بيوت، وشراء مواشٍ وتوزيع لحومها.. وغيرها من المشاريع التي لا تحضرني في هذه العجالة، التي كان لها أثر طيب لما كان فيها من منفعة ومن ديمومة كذلك.
وهكذا تنتشر المشروعات بأنواعها في بعض البلاد، التي تُقدَّم للجميع دون تفريق، انطلاقاً من مبادئ ديننا الحنيف الذي لا يفرق بين الأجناس.
لقد كبرت الهيئة الخيرية الإسلامية في عهد العم يوسف الحجي وامتد عطاؤها إلى أصقاع كثيرة من الأرض بفضل تحفيز المسؤولين عن الأعمال الخيرية بالكويت، وما يقدمه الشعب الكويتي من دعم لا محدود، فاتسعت رقعة العمل الخيري حتى شملت دولاً كثيرة في آسيا وأفريقيا وبعض دول الأمريكيتين وأوروبا بفضل من الله تعالى أولاً وقبل كل شيء، ثم بفضل رجال الكويت وإصرارهم.
رحم الله شيخنا الجليل، وبارك في جهود إخوانه الذين ما زالوا يحملون راية العمل الخيري والإنساني في بقاع العالم.