أخفقت أرمينيا وأذربيجان خلال محادثاتهما في جنيف، أمس الجمعة، في الاتّفاق على وقف جديد لإطلاق النار في ناغورني قره باغ، لكنّهما اتّفقتا على تدابير لتخفيف التوتّر بما في ذلك التعهّد بعدم استهداف المدنيّين.
والتقى وزيرا الخارجيّة الأرميني زُهراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بَيْراموف وجهاً لوجه في المدينة السويسريّة، في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص في شهر ونيّف.
وقال الوسطاء الفرنسيّون والروس والأمريكيّون المجتمعون في إطار “مجموعة مينسك”، في بيان في وقت متأخّر الجمعة: إنّهم دعوا الطرفَين المتحاربين إلى تطبيق اتّفاق سابق لوقف إطلاق النار.
وأضاف الوسطاء أنّ طرفَي النزاع أجريا تبادلاً صريحاً وجوهريّاً لوجهات النظر، من أجل توضيح مواقفهما في المفاوضات حول النقاط العالقة بخصوص اتّفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه في 10 أكتوبر في موسكو.
وكان تمّ التوصّل أيضًا إلى اتّفاقين آخرين لوقف إطلاق النّار، من دون أن يتمّ الالتزام بهما.
وبحسب بيان الوسطاء، اتّفق الطرفان أيضًا على اتّخاذ عدد من الإجراءات بشكل عاجل.
وأوضح البيان أنّ الأمر يتعلّق بـ”الامتناع عن تعمُّد استهداف السكّان المدنيّين أو الأهداف غير العسكريّة” بما يتطابق مع القانون الإنساني الدولي.
كما أنّ طرفَي النزاع سيُشاركان بشكل نشط في عمليّة استعادة الرفات وتبادلها.
ويتعيَّن أيضًا على البلدين الجارين أن يُقدّما في غضون أسبوع لوائح بأسرى الحرب إلى الصليب الأحمر “من أجل إتاحة الوصول” إليهم، وتسهيلاً لأيّ عمليّة “تبادل في المستقبل”.
وتعهّد البلدان أن يُقدّما تعليقات وأسئلة خطّيًا في إطار النقاشات التي تهدف إلى وضع آليّات للتحقّق من تطبيق وقف إطلاق النار، وهو بند يُعتبر أولويّة في المحادثات.
ومنذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر، استعادت القوّات الأذربيجانيّة أراضيَ كانت خارجةً عن نطاق سيطرتها منذ التسعينيات حين دارت حرب بين الجانبين خلّفت 30 ألف قتيل وأدّت إلى انفصال إقليم ناغورني قره الذي تقطنه غالبيّة أرمينيّة.
وأعلنت هذه المنطقة المدعومة اقتصاديّاً وعسكريّاً من أرمينيا، استقلالها عقب حرب عام 1994 إلا أنّها لم تحظ بالاعتراف لا من المجتمع الدولي ولا من جانب أرمينيا.
وفي 27 سبتمبر، اندلعت الاشتباكات المسلّحة بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليّين، وحتّى الآن، أخفقت محاولات التوصّل إلى هدنة.
وأكّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف هذا الأسبوع عدم معارضته عقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف، لكنّه قلّل من أهمّيتها.
وقال: عُقِدت اجتماعات كثيرة غير مفيدة على مدى 28 عامًا.
وأفادت حصائل جزئيّة عن مقتل أكثر من 1100 شخص بينهم 100 مدني منذ استئناف القتال.